للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] وقال ابن اسحاق: ولما توفي رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عظمت به مصيبة المسلمين، فكانت عائشة فيما بلغني تقول: لما توفي النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ارتدت العرب، واشرأبت اليهودية، والنصرانية ونجم النفاق، وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم (١).

[*] وقال القاضي أبو بكر بن العربي: ... واضطربت الحال .. فكان موت النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قاصمة الظهر، ومصيبة العمر، فأما علي فاستخفى في بيت فاطمة، وأما عثمان فسكت، وأما عمر فأهجر وقال: ما مات رسول الله وإنما واعده ربه كما واعد موسى، وليرجعن رسول الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم (٢)

واسمع إلى الحديث الآتي لتعلم مدى ثبات أبي بكرٍ في الشدائد ورسوخ إيمانه وفضله على سائر الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين:

(حديث عائشة الثابت في صحيح البخاري) أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مات وأبو بكرٍ بالسُّنحِ فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقال عمر ـ والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك ـ وليبعثنه الله فليقطعنَّ أيدي رجالٍ وأرجلهم، فجاء أبو بكرٍ فكشف عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقبَّله فقال بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً ثم خرج فقال: أيها الحالف على رَسْلِك، فلما تكلم جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت وقال: (إِنّكَ مَيّتٌ وَإِنّهُمْ مّيّتُونَ) وقال: (وَمَا مُحَمّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرّسُلُ أَفإِنْ مّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىَ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ)


(١) ابن هشام (٤/ ٣٢٣).
(٢) القواصم من العواصم، ص٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>