مما يكون وروده باختياره، فإذا تمكن منه لم يكن له اختيار، ولا حيلة في دفعه.
(حاجة الناس إلى الصبر:
إن من المعلوم شرعاً أن حاجة الناس إلى الصبر حاجةً مُلِحةً ماسةً فهم يحتاجونه حاجتهم لتنفس الهواء وشرب الماء، يحتاجونه في الصبر على الطاعة ويحتاجونه في الصبر عن المعصية ويحتاجونه في الصبر على أقدار الله وخاصةً تقلبات الزمان التي لا مناص منها، وهاك أروع القصص في تقلبات الزمان لتعلم مدى الحاجة الماسة للصبر عليها:
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان عن بن عباس قال ما من قوم قال لهم الناس طوبى إلا خبأ لهم الدهر يوما يسوءهم
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان عن بن مسعود قال لكل فرحة ترحا وما من بيت مُلِيء فرحا إلا مُلِيء ترحا.
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان عن سعيد بن أبي بردة قال ما ينتظر من الدنيا إلا كل محزن أو فتنة تنتظر.
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان عن محمد بن سيرين قال ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء.
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان عن خالد بن سعيد الأموي قال أتى إسحاق بن طلحة بن عبيد الله هندا بنت النعمان بن المنذر فقال أتيتك لتخبرينا عن ملكك وملك أهل بيتك؟ قالت: لقد رأيتنا ونحن من أعز الناس وأشده ملكا ثم ما غابت الشمس حتى رأيتنا من أذل الناس وإني أخبرك أنه حق على الله لا يملأ دارا حبرة إلا ملأها عبرة وقد كان كسرى غضب على النعمان غضبة نفرت منها في بلاد العرب ثم رضي عنه فرد إليه ملكه فقالت أخت النعمان حين رجع إليه ملكه يا أخي قد رد الله إلينا ملكنا ورجع إلينا حسن حالنا وإني لأرثي لك ولي مما الدهر مطلع به علينا.
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان عن الأصمعي أن هانئ بن أبي قبيصة رأى حرقة بنت النعمان تبكي فقال لها لعل أحدا آذاك قالت لا ولكني رأيت غضارة في أهلكم وقل ما امتلأت دار سرورا إلا امتلأت حزنا.