للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيس بن سعد ابن عُبادة رضي الله عنهُما كانَ من الأجواد المعروفين حتى إنه مَرِضَ مرةً فاستبطأَ إخوانهُ في العيادة فسألَ عنهم، فقالوا: إنهم كانوا يستحيون مما لكَ عليهم من الدين .. الدين الذي عليهم حالَ بينهم وبينَ أن يعودوك، فقالَ سعدُ بن عبادة رضي الله عنهُما: أخزى الله مالاً يمنعُ الأخوان من الزيارة، ثم أمر مناديّاً يُنادي من كانَ لقيسٍ عليهِ مالٌ فهوَ مِنهُ حِلٌ فما أمسى حتى كُسِرت عتبةُ بابِهِ لكثرةِ من عاده.

(ما ورد في إيثارالأنصار في لإخوانهم المهاجرين:

لقد مدح الله الأنصار وأثنى عليهم بقرآن يتلى بسبب إيثارهم لإخوانهم المهاجرين، فقال: "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" [الحشر: ٩]

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: قالت الأنصار للنبي: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، قال: (لا). فقالوا: تكفوننا المؤونة، ونشرككم في الثمرة، قالوا: سمعنا وأطعنا

(ما فعله سعد بن الربيع مع عبد الرحمن بن عوف:

((حديث أنس رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) قال: قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة، فآخى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق، فربح شيئا من أقط وسمن، فرآه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أيام وعليه وضر من صفرة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مهيم يا عبد الرحمن). قال: يا رسول الله، تزوجت امرأة من الأنصار، قال: (فما سقت فيها). فقال: وزن نواة من ذهب، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أولم ولو بشاة).

(قصة في إيثار الأخوان:

كان هناك أخوان يمتلكان مزرعة كبيرة ذات إنتاج وفير من الفواكة والحبوب، وفيها عدد كبير من المواشي، وكان أحد الأخوان متزوجاً ولديه عائلة كبيرة والآخر كان أعزب، وقد اعتادا أن يقتسما كل شيء بينهما بالتساوي، وبترضي منهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>