((حديث أبي أمامة الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا، و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب و إن كان مازحا، و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.
((حديث أبي ذر رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.
(منزلة حسن الخلق وجزاؤه في الآخرة:
حسن الخلق له فضلٌ عظيم وأجرٌ جسيم، فهو نعمةٌ عظيمة، وَمِنَّةٌ جسيمة، نعمة كبرى، ومنحة عظمى، شأنه عظيم، ونفعه عميم، له فضائل لا تحصى، وثمرات لا تعد، وله أهمية كبرى، وثمرات جليلة، وفضائل عظيمة، وأسرار بديعة، وهو طريق النجاة، وسلم الوصول، ومطلب العارفين، ومطية الصالحين، وحسن الخلق جامع لأبواب الخير؛ ومفتاح لسبل البر؛ من وفقه الله إليه فقد حاز فضلاً عظيماً؛ وسبق سبقاً كبيراً؛ وقد أعظم الله لمنزلته حتى قال بعض السلف:" لكل شيء أساس؛ وأساس الإسلام الخلق الحسن "، ومن وُفِقَ لرؤية عظيم منزلة حسن الخلق في الشريعة؛ سعى سعياً حثيثاً ليكون له النصيب الأعظم من ذلك، وإليك غيضٌ من فيض وقليلٌ من كثير مما ورد في فضل حسن الخلق:
قال تعالى مثنياً على نبيه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم / ٤]
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:
(قال ابن عباس ومجاهد: لعلى دين عظيم لا دين أحب إلي ولا أرضى عندي منه وهو دين الإسلام.
(وقال الحسن رضي الله عنه: هو آداب القرآن.
(وقال قتادة: هو ما كان يأمر به من أمر الله وينهى عنه من نهى الله،
والمعنى: إنك لعلى الخلق الذي آثرك الله به في القرآن وفي الصحيحين: أن هشام بن حكيم: سأل عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: كان خلقه القرآن فقال: لقد هممت أن أقوم ولا أسأل شيئا.
وقد جمع الله له مكارم الأخلاق في قوله تعالى:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف: ١٩٩]