للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد قال عمر رضي الله عنه يوماً لأصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فيم ترون هذه الآية نزلت {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الأيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢٦٦)} (البقرة، آية:٢٦٦)، قالوا: الله أعلم. فغضب عمر فقال: قولوا نعلم أولا نعلم. فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين. قال عمر: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك. قال ابن عباس: ضربت مثلاً لعمل، قال عمر: أي عمل؟ قال ابن عباس: لعمل. قال عمر: لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل، ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله (١)، وفي رواية قال ابن عباس: عني بها العمل، ابن آدم أفقر ما يكون إلى جنته إذا كبر سنه وكثر عياله، وابن آدم أفقر ما يكون إلى عمله يوم يبعث، فقال عمر: صدقت يا ابن أخي (٢).

وكانت له بعض التعليقات على بعض الآيات مثل قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)} (البقرة، آية:١٥٦،١٥٧). فقال: نعم العدلان ونعم العلاوة (٣)، ويقصد بالعدلين الصلاة والرحمة والعلاوة الاهتداء (٤).

وسمع القارئ يتلو قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الأنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦)} (الانفطار، آية:٦). فقال عمر: الجهل (٥). وفسر قول الله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧)} (التكوير، آية:٧). بقوله: الفاجر مع الفاجر والطالح مع الطالح (٦)، وفسر قول الله تعالى: {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} (التحريم، آية:٨). بقوله: أن يتوب ثم لا يعود، فهذه التوبة الواجبة التامة (٧)


(١) فتح الباري (٨/ ٤٩).
(٢) الخلافة الراشدة والدولة الأموية، د. يحيى اليحيى ص٣٠٥.
(٣) المستدرك (٢/ ٢٧٠).
(٤) الخلافة الراشدة والدولة الأموية ص٣٠٥.
(٥) تفسير ابن كثير (٤/ ٥١٣).
(٦) الفتاوى (٧/ ٤٤).
(٧) الفتاوى (١١/ ٣٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>