للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٤) إن الذاكرين هم أهل الانتفاع بآيات الله وهم أولو الألباب والعقول كما بين ذلك رب العزة والجلال قال تعالى: (إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ الْلّيْلِ وَالنّهَارِ لاَيَاتٍ لاُوْلِي الألْبَابِ * الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النّارِ) [آل عمران:١٩١،١٩٠]

(١٥) ذكر الله تعالى شفاء ورحمة للمؤمنين:

قال تعالى: (وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظّالِمِينَ إَلاّ خَسَاراً) [الإسراء / ٨٢]

(١٦) الذكر غراس الجنة:

(حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة.

(حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

قيعان: جمع قاع وهي الأرض المستوية الخالية من الشجر.

غراس جمع غرس وهو: ما يستر الأرض من البذر ونحوه.

(بين الحديث أن ذكر الله سبب لدخول الجنة وكلما أكثر العبد من ذكر الله كثرت غراسه في الجنة.

(١٧) لا بد من ذكر الله على الدوام، إذ لا يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت عليهم في الدنيا لم يذكروا الله عز وجل فيها.

(إن دوام الذكر يعني دوام الصلة بالله).

إن ذكر الله تعالى من أهم ما ينبغي أن يجتهد فيه العبد المؤمن الذي يهتم بإرضاء ربه عز وجل لكي ينجو يوم القيامة من عذاب أليم ويفوز بالنعيم المقيم وقد وجه الله سبحانه وتعالى عباده إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم وقد نهى القرآن الكريم المؤمنين أن يلهيهم شيء من أمر الدنيا ومشاغلها الكثيرة عن ذكر ربهم فيغفلوا عن هذه العبادة العظيمة كما ينادي سبحانه وتعالى للمؤمنين بقوله الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون /٩]

[*] قال النووي رحمه الله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>