[*] قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في جلاء الأفهام:(والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا عليه أنتم أيضاً صلوا عليه وسلموا تسليماً لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة) أ. هـ.
(وقال أيضاً:«معنى صلاة اللَّه على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الثناء على الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والعناية به، وإظهار شرفه، وفضله وحرمته، وصلاتنا على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تعني أننا نطلب من اللَّه الزيادة في ثنائه على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وإظهار فضله وشرفه وتكريمه وتقريبه له [جلاء الأفهام ص٢٦١، ٢٦٢]
وقد ذُكر في معنى الصلاة على النبي أقوال كثيرة، والصواب ما قاله أبو العالية:
[*] قال أبو العالية: «صلاة اللَّه ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء –أي: أنَّ الملائكة تطلب من اللَّه الزيادة من ثنائه على النبي. أهـ
[*] وقال ابن عباس: «يصلون: يَُبِّركون» -أي: يدعون له بالبركة- البخاري -كتاب التفسير- باب ١٠.
[*] قال الحليمي: «معنى الصلاة على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تعظيمه، فمعنى قولنا: اللهم صلِّ على محمدٍ: عظِّم محمدًا.
[*] قال ابن حجر: «المراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود.
(وقال أيضًا: «معنى صلاة اللَّه على نبيه: ثناؤه عليه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم: طلب ذلك له من اللَّه -تعالى-، والمراد طلب الزيادة، لا طلب أصل الصلاة [فتح الباري جـ١١ ص١٦].
(حُكم الصلاة على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله عشرة أقوال في المسألة؛ فمن العلماء من قال: إنها سنة بإطلاق، ومنهم من قال: إنها واجبة بإطلاق، ومنهم من قال: إنها واجبة في الصلاة وسنة في غيرها، وهي أقوال كثيرة، ولكن الراجح بالنسبة لحكم الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة -والله تعالى أعلم- أنها ركن من أركان الصلاة، وهذا هو الراجح من مذهب الإمام أحمد رحمه الله؛ فهي كقراءة الفاتحة أو القيام أو الركوع وما أشبه ذلك.