قال: فأحضره وسأله، فقال: لم أَقُلْهُ؛ اللهم إن كنتُ صادقًا فأرني به آية، فاضطرب الرجل فمات. (١)
[*](فيا أيها المظلوم (يا صاحب الحقِ المهضوم (يا من صار مَغْمُومَاً من جُرْحِهِ المَكْلُوم (يا من كان غَيْظُهُ من الظلم مَكْتُوم (يا من صار وَجُهُ من الأسى مَحْمُوم (هَوِّنْ عَلَيْك يا أخي، فإن الدنيا أمرها معلوم، فهي للظالم لا تدوم، (سيقتَصُ الله لك من فِعلهم المشئوم (وعند الله تَجْتَمِعُ الخصوم ويُقْتَصُ من الظَالِم للمَظلوم.
(١٥) دعوة الوالد على ولده:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده.
وهذه النقطة من أخطر النقاط، وأفرد لها أسطراً، وجزءاً خاصاً لأهميتها، فهي تتعلق بانتكاسة الأولاد وفسادهم، من هدايتهم وصلاحهم، حيث يدور عليها صلاح الأبناء من عدمه، وهدايتهم من غوايتهم، فكم من الآباء والأمهات من لا يخاف الله تعالى في أبنائه وبناته، فلا تسمعه إلا داعياً عليهم، لاعناً لهم، مغضباً مزمجراً، عبوساً مكشراً، فربما أدى ذلك إلى انحرافهم عن جادة الطريق، وربما كان نتيجة لذلك بعدهم عن منهج الله تعالى، وبالتالي تتلقفهم أيدي العابثين، فيصبحوا في زمرتهم وينقلب الحال إلى أسوأ مما يُتصور ويُتوقع، ولا سيما ونحن في عصر انفتحت فيه الآفاق العلمية والعقدية والدينية والأسرية، بسبب انتشار الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، حتى أصبح العالم وكأنه حجرة واحدة، فلا يسوغ لولي الأمر أن يدعو على أبنائه، بل الواجب عليه أن يُكثر من الدعاء لهم، حتى يكونوا صلحاء علماء دعاة يستفيد منهم مجتمعهم، وتستفيد منهم أمتهم.