للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] قال بعض السلف: لا تستبطئ الإجابة، وقد سَددْتَ طُرقَها بالمعاصي. وقد أخذ بعض الشعراء هذا المعنى فقال:

"نحن ندعو الإلهَ في كل كرب ثم ننساهُ عند كشف الكروب

كيف نرجو إجابةَ لدعاء قد سددنا طريقَها بالذنوب؟

(حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا فقال تعالى (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) وقال (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك.

الشاهد: قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فأنى يستجاب لذلك) وهو استفهام واقع على وجه التعجب والاستبعاد. أي كيف يدعو هذا الآكل للحرام وينتظر الإجابة مع تيقنه من سوء فعاله، نسأل الله أن يطعمنا الحلال ويجنبنا مهاوي الضلال إنه ولى ذلك والقادر عليه.

[*] قال سهل بن عبد الله (رحمة الله): من أكل العبد يحبس عن السماوات بسوء المطعم!

[*] وقال الإمام ابن رجب (رحمة الله):

فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجب لإجابة الدعاء

أخي المسلم: ولك في سلفك الصالح ـ رضي الله عنهم ـ قدوة صالحة

فهذا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) اشتهر بإجابة الدعاء ... فكان إذا دعا ارتفع دعاؤه واخترق الحجب فلا يرجع إلا بتحقيق المطلوب!.

فكان رضي الله عنه مثالا حيا لمن أراد ان يعرف طريق إجابة الدعاء ... وها هو رضي الله عنه يسأله بعضهم تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

فقال: ما رفعت إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من اين مجيئها؟! ومن أين خرجت.

أخي ذاك هو سر استجابة دعاء سعد بن أبى وقاص ـ رضي الله عنه ـ اللقمة الطيبة الحلال

أخي: فلنحاسب نفسك في أكلها وشربها وملبسها من أين هذا؟ وكيف جاء؟

فإذا كان حلالا ... فكل وأنت معافى .. وادع الله تعالى رازقك ... . فأنت يومها القريب من طريق الإجابة؟.

(١٢) حسن الظن بالله تعالى:

والله تعالى يعطي عبده على قدر ظنه به؛ فإن ظن أن ربه غني كريم جواد، وأيقن بأنه تعالى لا يخيب من دعاه ورجاه، مع التزامه بآداب الدعاء أعطاء الله تعالى كل ما سأل وزيادة، ومن ظن بالله غير ذلك فبئس ما ظن.

<<  <  ج: ص:  >  >>