(١٣) العلم الشرعي والفقه في الدين, قال تعالى:{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}[القصص: ١٤] ولما بلغ موسى أشد قوته وتكامل عقله, آتيناه حكمًا وعلمًا يعرف بهما الأحكام الشرعية, وكما جزينا موسى على طاعته وإحسانه نجزي مَن أحسن مِن عبادنا.
(١٥) إرداة الله و رسوله و الدار الآخرة, قال تعالى:{وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً}[الأحزاب: ٦٩]
(١٦) الدعوة إلى الله والعمل الصالح والانتساب إلى الإسلام و الاعتزاز به, قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فصلت: ٣٣]
(الإحسان أعلى مراتب الدين:
إن الله تعالى ارتضى الإسلام لأهل الأرض والسماء، وهدى إلى هذا الدين من شاء من عباده، فغنموا وسلموا، وفازوا بالخيرات، ونجوا من الشرور والمكروهات، وجعل الله هذا الدين الإسلامي على ثلاث مراتب: مرتبة الإسلام، ومرتبة الإيمان، و مرتبة الإحسان، فالإحسان أعلى مراتب الدين الثلاث، لأن القُرب من رب العالمين ونيل الزلفى لديه هو بالإحسان إلى النفس والإحسان إلى الخلق، فإذا جمع العبد بين ذلك كان أقرب إلى ربه، فالإحسانُ والإيمانُ والإسلام درجات، فأعلى الدرجات الإحسان، ودونه درجة الإيمان، ودون ذلك درجة الإسلام، فكلُّ محسن مؤمن مسلم، وكلُّ مؤمن مسلم، وليس كلُّ مؤمن محسناً، ولا كلُّ مسلم مؤمناً محسناً، وحتى نفهم هذا جيدا يجب علينا أن نعرف الإجابة على الأسئلة الثلاثة الآتية:
(١) ما هو الإسلام؟
(٢) ما هو الإيمان؟
(٣) ما هو الإحسان؟
وهاك تفصيل ذلك في إيجازٍ غيرِ مُخِّل:
فصل الخطاب في بيان الإسلام والإيمان والإحسان هو حديث جبريل في مراتب الدين: (