الركن الثاني: الكتابة وهى إن الله تبارك وتعالى كتب عنده في اللوح المحفوظ مقادير كل شي. وقد جمع الله تعالى بين هاتين المرتبتين في قوله تعالى:(ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض أن ذلك في كتاب أن ذلك على الله يسير)[الحج:٧٠] فبدا سبحانه بالعلم وقال أن ذلك في كتاب أي انه مكتوب في اللوح المحفوظ كما جاء به الحديث عن رسوله الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(حديث عبادة بن الصامت في صحيح أبي داود) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب قال: يا رب و ما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة من مات على غير هذا فليس مني.
ولهذا سئل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب الأول قال (اعملوا فكل ميسر لما خلق له).
فأمرهم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالعمل فأنت يا أخي اعمل وأنت ميسر لما خلقت له. ثم تلا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قوله تعالى:
الركن الثالث: المشيئة وهى أن الله تبارك وتعالى شاء لكل موجود أو معدوم في السماوات أو في الأرض فما وجد موجود إلا بمشيئة الله تعالى وما عدم معدوم إلا بمشيئة الله تعالى وهذا ظاهر في القران الكريم وقد اثبت الله تعالى مشيئته في فعله ومشيئته في فعل العباد فقال الله تعالى: (لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين)[التكوير: ٢٨، ٢٩](ولو شاء ربك ما فعلوه)[الأنعام: ١١٢](ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد)[البقرة: ٢٥٣].
فبين الله تعالى أن فعل الناس كائن بمشيئته وأما فعله تعالى فكثير قال تعالى (ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها)[الأنعام:١٣] وقوله (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة)[هود ١١٨] إلى آيات كثيرة تثبت المشيئة في فعله تبارك وتعالى فلا يتم الأيمان بالقدر إلا أن نؤمن بان مشيئة الله عامة لكل موجود أو معدوم فما من معدوم إلا وقد شاء الله تعالى عدمه وما من موجود إلا وقد شاء الله تعالى وجوده ولا يمكن أن يقع شي في السماوات ولا في الأرض إلا بمشيئة الله تعالى.