للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى منه وان أسقطت الفرض في أحكام الدنيا ولا يثبه عليها فانه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها أ ثم ذكر رحمه الله تعالى الحديث الآتي:

(حديث عمار الثابت في صحيح أبي داود) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن الرجل لينصرف و ما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها.

ثم قال رحمه الله تعالى:

وينبغي أن يعلم أن سائر الأعمال تجري هذا المجرى فتفاضل الأعمال عند الله تعالى يتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها وهذا العمل الكامل هو الذي يكفر السيئات تكفيرا كاملا والناقص بحسبه.

(دلائل تعظيم الأمر والنهي:

مسألة: ما هي دلائل تعظيم الأمر والنهي؟

[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب:

وأما علامات تعظيم المناهي فالحرص على التباعد من مظانها وأسبابها وما يدعو إليها ومجانبة كل وسيلة تقرب منها كمن يهرب من الأماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية الافتتان بها «وأن يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس» وأن يجانب الفضول من المباحات خشية الوقوع في المكروه ومجانبة من يجاهد بارتكابها ويحسنها ويدعو إليها ويتهاون بها ولا يبالي ما ركب منها فإن مخالطة مثل هذا داعية إلى سخط الله تعالى وغضبه ولا يخالطه إلا من سقط من قلبه تعظيم الله تعالى وحرماته.

(ومن علامات تعظيم النهي أن يغضب لله عز وجل إذا انتهكت محارمه وأن يجد في قلبه حزنا وكسرة إذا عصى الله تعالى في أرضه ولم يضلع بإقامة حدوده وأوامره ولم يستطع هو أن يغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>