علم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه رضي الله عنهم كيف ينفقون الأموال وما أعطاهم الله تبارك وتعالى في سبيل الله ومواقع رضاء الله، وكيف كان ذلك أحبَّ إليهم من الإِنفاق على أنفسهم، وكيف كانوا يُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
ولقد ضرب طلحة ابن عبيد الله أروع المثل في ذلك حتى سمَّاه النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طلحة الخير وطلحة الفياض وطلحة الجود.
(حديث طلحة ابن عبيد الله رضي الله عنه الثابت في ظلال الجنة تخريج السنة) قال كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا رآني قال سلفي في الدنيا والآخرة وسماني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلحة الخير وفي غزوة ذات العسيرة طلحة الفياض ويوم حنين طلحة الجود وقال من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن سُعدى إمرأة طلحة رضي الله عنهما قالت: فقد تصدّق طلحة يوماً بمائة ألف درهم، ثم حبسه عن الرواح إلى المسجد أن جمعت له بين طرفي ثوبه.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن سُعْدَى بنت عوف المرية قالت دخلت على طلحة يوما وهو خاثر فقلت ما لك لعل رابك من أهلك شيء قال لا والله ونعم حليلة المسلم أنت ولكن مال عندي قد غمني فقلت ما يغمك عليك بقومك قال يا غلام ادع لي قومي فقسمه فيهم فسألت الخازن كم أعطى قال أربع مئة ألف.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال كان طلحة يغل بالعراق أربع مئة ألف ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار أو (أقل أو) أكثر (وبالأعراض له غلات) وكان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا إلا كفاه وقضى دينه ولقد كان يرسل إلى عائشة (إذا جاءت غلته) كل سنة بعشرة آلاف ولقد قضى عن فلان التيمي ثلاثين ألفا.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عثمان بن عبد الرحمن أن طلحة بن عبيد الله قضى عن عبيد الله بن معمر وعبد الله بن عامر بن كريز ثمانين ألف درهم.