للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٥) أن يكرر كلامه ويبينه أثناء التعليم حتى يفهم الجميع فإن العقول تتفاوت، كما تكرار الكلام ليفهم من سنة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

(حديث أنس في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه و إذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا.

(٦) أن يجعل كلامه فصلاً بين المعنى يفهمه كل من يسمعه تأسياً بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

(حديث عائشة في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت كان كلام النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فصلا يفهمه كل من سمعه.

*معنى فصلاً: أي بين المعنى لا يلتبس على أحد بل يفهمه كل من يسمعه

(٧) أن يكون في كلامه ترتيل وتمهل ليتمكن السامع من سماعه تأسياً بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

(حديث جابر في صحيح أبي داود) قال كان في كلام رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ترتيل أو ترسيل.

معنى ترتيل: أي تأني وتمهل حتى يتمكن السامع من سماعه وفهمه

(٨) أن لا يكثر الكلام في الموضوع الواحد لأن كثرة الكلام ينسي بعضه بعضاً وليكن مبدأه في الكلام أن ما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى تأسياً بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

(حديث أبي سعيد في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ما قل و كفى خير مما كثر وألهى.

(حديث عائشة في صحيح مسلم) قالت كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحدِّث بحديثٍ لو عاده العادُّ لأحصاه.

(٩) أن ينظر إلى فهم المتعلم ومقدار عقله فيحدثه بما يفهم، فإنه إن حدثه بما هو فوق طاقته العقلية فإما أن يصيبه بإحباط فيملَّ وينقطع أو يكون سبباً في فتنته ويفهم الكلام على وجهٍ غير المقصود منه

قال عليُّ رضي الله تعالى عنه: حدِّثوا الناس بما يفهمون أتريدون أن يُكذَّب الله ورسوله.

[*] وقال ابن مسعودٍ رضي الله تعالى عنه: ما أنت بمحدثٍ قوماً حديثاً لا تبلُغُه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.

(١٠) أن يضرب لهم الأمثال أثناء شرحه لهم ليقرِّب المعنى لهم تأسياً بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

(حديث أبي هريرة في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يومٍ خمساً، ما تقولُ ذلك يبقي من درنه؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئاً، قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا.

(١١) أن لا يتسرع في الفتوى ولا يكن همُّه خلاص السائل وليكن همُّه خلاص نفسه فإن السلامة لا يعدلها شيء:

<<  <  ج: ص:  >  >>