أخرج ابن عساكر عن سعيد بن المسيِّب قال: إن أول من سلّ سيفاً في الله الزبير بن العوام رضي الله عنه، بين هو ذات يوم قائل إذ سمع نغمةً: قُتِلَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخرج متجِّداً بالسيف صلتاً، فلقيها كُنَةً كَنَةً قال:"مالك يا زبير" فقال: سمعت أنك قُتلت. قال:"فما أردت أن تصنع؟ " قال: أردت ـ والله ـ أستعرض أهل مكة. فدعا له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخير، وفي ذلك يقول الأسَديّ:
هاذاك أول سيف سُلّ في غضب
لله سيف الزبير المرتَضى أنَفَا
حميَّةٌ سبقت من فضل نجدته
قد يحبس النجدات المحبس الأرفا
وعند ابن عساكر أيضاً وأبي نعيم في الحلية عن عروة أن الزبير بن العوَّام رضي الله عنهما سمع نفخة من الشيطان أن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخذ، بعدما أسلم، وهو ابن إثنتي عشرة سنة؛ فسلّ سيفه، وخرج يشتدّ في الأزقة حتى أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وهو بأعلى مكة ـ والسيف في يده. فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ما شأنك؟ " قال: سمعت أنك قد أخذت. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ما كنت تصنع؟ " قال: كنت أضرب بسيفي هذا من أخذك. فدعا له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولسيفه، وقال:"انصرف". وكان أول سيف سُلّ في سبيل الله. كذا في منتخب كنز العمال. وأخرجه الزبير بن بكار، كما في الإِصابة.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الثوري قال هؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة حمزة وعلي والزبير.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن علي قال: حاربني خمسة أطوع الناس في الناس عائشة وأشجع الناس الزبير وأمكر الناس طلحة لم يدركه مكر قط واعطى الناس يعلى بن منية وأعبد الناس محمد بن طلحة كان محمودا حتى استزله أبوه وكان يعلى يعطي الرجل الواحد ثلاثين دينارا والسلاح والفرس على أن يحاربني.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن علي بن زيد أخبرني من رأى الزبير وفي صدره أمثال العيون من الطعن والرمي.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عروة قال كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف إحداهن في عاتقه إن كنت لأدخل أصابعي فيها ضرب ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك.