للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد كان أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.

ولم يكن السلف يطلقون اسم الفقيه إلا على من جمع بين العلم والعمل.

والعمل بالعلم سبب للثبات،

قال تعالى: (وَلَوْ أَنّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لّهُمْ وَأَشَدّ تَثْبِيتاً) [النساء / ٦٦]

[*] روى الخطيب البغدادي بسنده في اقتضاء العلم العمل: «عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل» (١).

[*] قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١/ ٧٠٤)

قال عبد الملك بن إدريس رحمه الله:

والعلم ليس بنافع أربابه ... ما لم يفد عملاً وحسن تبصر

سيان عندي من لم يستفد ... عملاً به وصلاة من لم يطهر

فاعمل بعلمك توف نفسك وزنها ... لا ترض بالتضييع وزن المخسر

[*] قال أبو الدرداء رضي الله عنه:

«إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال لي: قد علمت فماذا عملت فيما علمت؟» (٢).

وقد كان السلف رحمهم الله يستعينون على حفظ الحديث والعلم بالعمل به.

[*] قال الخطيب البغدادي في اقتضاء العلم العمل:

«العلم شجرة، والعمل ثمرة ... فلا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشا من العلم، ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصرا في العمل، ولكن اجمع بينهما وإن قل نصيبك منهما».

[*] قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:

في زاد المعاد (٣/ ١٠): السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانياً حتى يعرف الحق، ويعمل به، ويعلمه، فمن علم وعمل وعلم دعي عظيما في ملكوت السماوات.

(حديث أبي مدينة الدارمي وكانت له صحبة الثابت في السلسلة الصحيحة) قال كان الرجلان من أصحاب النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر والعصر إن الإنسان لفي خسر ثم يسلم أحدهما على الآخر.

[*] قال الإمام ابن القيم:


(١) رواه الخطيب في اقتضاء العلم العمل (٣٥) وفيه لطيفة إسنادية مسلسل برواية تسعة آباء .. تدريب الراوي (٢/ ٢٦١).
(٢) رواه ابن المبارك في الزهد (٥٢)،وأحمد في الزهد (٢/ ٥٨)، وأبونعيم في الحلية (١/ ٢٣١)،ورواه بنحوه الحارث بن أسامة في مسنده (١١٢٤)، والخطيب في اقتضاء العلم العمل (٤١).وهو حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>