أسلم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه قديماً قبل أن يدخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين وشاهد المشاهد كلها وهذه من فضائله الجميلة وثبت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، وترى كل المؤرخين دائما يُبينون أن الصحابة منهم من ثبت في غزوة أحد لأن كثير من الصحابة فروا يوم أحد ومنهم عثمان بن عفان لكن تداركهم الله برحمته وقال " ولقد عفا الله عنهم "، وثبت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد وصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلفه في غزوة تبوك. وهذه هي تكرمة الله لهذه الأمة ما من أمة صلى خلف أحاد هذه الأمة نبيها إلا هذه الأمة وليست مرة واحدة بل مرتين، وقبل يوم القيامة في علامات يوم الساعة من علامات يوم الساعة أن يصلي نبي خلف أحاد هذه الأمة - من الأفاضل طبعاً - فصلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلف أبي بكر عندما ذهب يُصلح بين فريقين فقام بلال فاستأذن أبا بكر في الصلاة فصلى بهم أبو بكر ثم جاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل في الصف فأخذ الناس يضربون بالأكف حتى تراجع أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه ودخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بالناس بعدما أشار عليه أن مكانك ورفع يديه في الصلاة يحمد الله على هذه الفضيلة ثم صلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهم، فقال لأبي بكر لمَ لم تكن مكانك إذ أمرتك؟ قال: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي مرة أخرى في صلاة العصر تأخر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً في نفس المسألة فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف فصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد سبقه عبد الرحمن بن عوف وقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكمل ما فاته من الصلاة. وهذه كما قلت فضيلة هذه الأمة، ويوم القيامة هذه الفضيلة أيضاً لهذه الأمة عندما ينزل عيسى عليه السلام على جناح الملك وتكون الصلاة قد أقيمت والمهدي قام ليصلي فينظر إلى عيسى فيعرفه فيقدم عيسى بن مريم عليه السلام فيقول عيسى لا إمامكم منكم تكرمة الله لهذه الأمة. وهذه أيضاً فضيلة عظيمة لعبد الرحمن بن عوف، ذهب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للطهارة فجاء عبد الرحمن بن عوف وقد بهم ركعة فصلى خلفه وأتم الذي فاته وقال ما قبض نبي حتى يصلي خلف رجل صالح من أمته.