وأما سعد بن أبي وقاص فقديم السبق، بدء أمره مقاساة الشدة، واحتمال الضيقة. وهو مع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة هون عليه تحمل الأثقال، ومفارقة العشيرة والمال، لما باشر قلبه من حلاوة الاقبال، ونصر على الأعداء بالمقاتلة والنضال، وخص بالاجابة في المسألة والابتهال، ثم ابتلى في حاله الإمارة والسياسة، وامتحن بالحجابة والحراسة، ففتح الله على يديه السواد والبلدان، ومنح عدة من الإناث والذكران، ثم رغب عن العمالة والولاية، وأثر العزلة والرعاية، وتلافى ما بقي من عمره بالعناية، فهو قدوة من ابتلي في حاله بالتلوين، وحجة من تحصن بالوحدة والعزلة من التفتين، إلى أن تتضح له الشبهة بالحجج والبراهين.
[*] وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء:
سعد بن أبي وقاص وإسم أبي وقاص مالك بن أهيب عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي الأمير أبو إسحاق القرشي الزهري المكي أحد العشرة وأحد السابقين الأولين وأحد من شهد بدرا والحديبية وأحد الستة أهل الشورى، روى جملة صالحة من الحديث حدث عنه ابن عمر وعائشة وابن عباس والسائب بن يزيد وبنوه عامر وعمر ومحمد ومصعب وإبراهيم وعائشة وقيس بن أبي حازم وسعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وعمر بن ميمون والأحنف بن قيس وعلقمة بن قيس وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ومجاهد وشريح بن عبيد الحمصي وأيمن المكي وبشر بن سعيد وأبو عبد الرحمن السلمي وابو صالح ذكوان وعروة بن الزبير وخلق سواهم.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن سعد قال: وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، قال إبن مندة أسلم سعد ابن سبع عشرة سنة وكان قصيرا دحداحا شثن الأصابع غليظا ذا هامة توفي بالعقيق في قصره على سبعة أميال من المدينة وحمل إليها سنة خمس وخمسين.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن إسماعيل بن محمد بن سعد قال كان سعد جعد الشعر اشعر الجسد آدم أفطس طويلا.
- اسم سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - ونسبه:
هو سعد بن مالك بن أهيب الزهري القرشي فهو " من بني زهرة " أهل آمنة بنت وهب أم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة ولهذا كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسميه خاله أي أنه من أخواله.
(حديث جابر رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) قال: كنا مع رسول الله إذ أقبل سعد، فقال: "هذا خالي، فليرني امرؤ خاله.