للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أورد أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله تعالى في آداب الصحبة عن ابن مسعود قال: «كنا إذا فقدنا الأخ أتيناه، فإن كان مريضا كان عيادة، وإن كان مشغولا كان عونا، وإن كان غير ذلك كان زيارة»

(٢) لا يؤم الزائر صاحب البيت ولا يجلس على فراشه إلا بإذنه:

وذلك لأن الرجل في بيته أحق من غيره، فكانت إمامة الصلاة، والجلوس على فراشه المعد له، لا يكون إلا بإذنه، وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة:

((حديث أبي مسعود الأنصاري الثابت في صحيح مسلم) أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ (١) إِلَّا بِإِذْنِهِ.

[وفي رواية: إلا أن يأذن لك أو بإذنه]) (٢).

(قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم:

معناه ... أن صاحب البيت والمجلس وإمام المسجد أحق من غيره، وإن كان ذلك الغير أفقه وأقرأ وأورع وأفضل منه، وصاحب المكان أحق فإن شاء تقدم وإن شاء قدم من يريده، وإن كان الذي يقدمه مفضولاً بالنسبة إلى باقي الحاضرين لأنه سلطانه فيتصرف فيه كيف شاء (٣).

(٣) إغباب الزيارة:

((حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: زُر غِباً تزدد حُباً)

أما الصديق الملاطف فيستثنى من ذلك، وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة:


(١).التكرمة: الفراش ونحوه مما يبسط لصاحب المنزل ويخص به. (النووي/ شرح مسلم/المجلد الثالث ٥/ ١٤٣ / ح٦٧٣)
(٢). رواه مسلم (٦٧٣) واللفظ له، أحمد ()، أبو داود (٥٨٢)، الترمذي (٢٣٥)، النسائي (٧٨٠)، ابن ماجه (٩٨٠). ومابين المعقوفتين روايات عند مسلم.
(٣).النووي بشرح مسلم (المجلد الثالث / ٥/ ١٤٢) (ح٦٧٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>