للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

((حديث فاطمة بنت قيس الثابت في صحيح مسلم) قالت: أتيت النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقلت إن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له.

(٦) التعريف: فإذا كان معروفاً بلقب كالأعمش والأعرج والقصير والأعمى ونحوها جاز تعريفه به ويحرم ذكره به تنقصاً ولو أمكن تعريفه بغيرها كان أولى.

(ولله درُ من قال:

والذم ليس بغيبة في ستة ... متظلم ومعرف ومحذر

ولمظهر فسقا ومستفت ومن ... طلب الإِعانة في إِزالة منكر

(٢) النميمة:

مسألة: ما هي النميمة، وما خطرها، وما أدلة تحريمها؟

النميمةُ نقل الكلام بين الناس بغرضِ الإفساد.

(تعريف النميمة:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى نقلاً عن الإمام الغزالي (رحمه الله) ما ملخصه: (النميمة في الأصل نقل القول إلى المقول فيه ولا اختصاص لها بذلك، بل ضابطها كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه، أو المنقول إليه، أو غيرهما، وسواء كان المنقول قولاً، أم فعلاً، وسواء كان عيباً أم لا، حتى لو رأى شخصاً يخفي ماله فأفشى كان ينميه) (١).

وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ( ... في رواية لا يدخل الجنة نمام وفي أخرى قتات وهو مثل الأول فالقتات هو النمام. ثم قال: قال الجوهري وغيره يقال: (نم الحديث ينمه، وينُمه، بكسر النون وضمها، نما، والرجل نمّامٌ، وقته يقته بضم القاف قتا. قال العلماء: النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم) (٢).

والنم إظهار الحديث بالوشاية. وأصل النميمة الهمس والحركة (٣).

وقد بوب البخاري رحمه الله تعالى باباً قال فيه: (باب ما يكره من النميمة).

ثم قال ابن حجر رحمه الله تعالى: كأنه أشار بهذه الترجمة إلى بعض القول المنقول على جهة الإفساد يجوز إذا كان المقول فيه كافرًا مثلاً، كما يجوز التجسس في بلاد الكفار ونقل ما يضرهم) (٤).

(حكم النميمة:

النميمة محرمة بإجماع المسلمين، وقد تظاهر على تحريمها الدلائل الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة (٥).

(الترهيب من الوقوع في النميمة:


(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ١٠/ ٤٧٣، والأذكار للنووي ٢٩٨.
(٢) شرح الإمام النووي على مسلم ٢/ ١١٢.
(٣) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ١٠/ ٤٧٢.
(٤) المرجع السابق ١٠/ ٤٧٢.
(٥) انظر الأذكار للإمام النووي ص ٢٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>