للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

((حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأُتِيَ به فَعَرَّفَه نِعَمَه فَعَرَفَهَا قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأُتِيَ به فَعَرَّفَه نِعَمَه فَعَرَفَهَا قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأُتِيَ به فَعَرَّفَه نِعَمَه فَعَرَفَهَا قال فما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن يُنْفَقَ فيها إلا أنفقتُ فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقالَ هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار.

(أما الصادقون في النية والعمل، الذين يصدقون الله فإن الله يصدقهم ويصدقهم ويأتي لهم بالنتائج التي يحبها سبحانه وتعالى، ومن الأمثلة التي وردت في السنة ما جاء في حديث شداد بن الهاد الآتي:

(حديث شداد بن الهاد رضي الله عنه الثابت في صحيح النسائي) أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمن به واتبعه ثم قال أهاجر معك فأوصى به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض أصحابه فلما كانت غزوة غنم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبيا فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال ما هذا قالوا قسم قسمه لك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذه فجاء به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال ما هذا قال قسمته لك قال ما على هذا اتبعتك ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى ها هنا وأشار إلى حلقه بسهم فأموت فأدخل الجنة فقال إن تصدق الله يصدقك فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو فأتى به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهو هو قالوا نعم قال صدق الله فصدقه ثم كفنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قدمه فصلى عليه فكان فيما ظهر من صلاته اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا أنا شهيد على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>