للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستدل على الصدق من أهله ومظانه، كما حصل في قصة الإفك التي اتهمت فيها عائشة رضي الله عنها، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يبحث عن الحقيقة ويسأل ويتحرى .. يسأل من؟ (أشار علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال له: وسل الجارية تصدقك، ـ بريرة جارية عند عائشة معروفة بالصدق والأمانة، تاريخها صدق وأمانة وهي ملازمة لعائشة، وتعرف سرها وتطلع في بيتها على الأمور الكثيرة ـ فقال النبي عليه الصلاة والسلام لبريرة، ولم يسأل الناس الآخرين البعيدين، الإنسان عندما يريد الصدق يتحرى الصدق من مظانه، هل رأيتِ من شيء يريبك؟ قالت: ما رأيت أمراً أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن ـ يعني الشاة ـ فتأكله).

(تصديق الحق ... :

ومن الأمور المهمة أن نصدق الحق، لذلك تجد كثيراً من الأحاديث فيها صدقت .. صدقت .. صدقت، صدق فلان .. صدق فلان، وأعلى أنواع التصديق ما يصدق الله به عبده ونبيه محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فيخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيء فيأتي الوحي تصديقاً لكلام نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما حصل في خيبر، قال أبو هريرة والحديث في البخاري (شهدنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجل ممن معه يدعي الإسلام: هذا من أهل النار، فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال، وكثرت به الجراح فأثبتته وعجز عن الحركة، فجاء رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله! أرأيت الرجل الذي تحدثت أنه من أهل النار قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما إنه من أهل النار، فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهماً فانتحر به، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: يا رسول الله! صدق الله حديثك قد انتحر فلان فقتل نفسه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا بلال قم فأذن، ألا يدخل الجنة إلا مؤمن، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر).

<<  <  ج: ص:  >  >>