وكذلك من الأمور المهمة في التربية: تربية الأولاد على الصدق، لابد أن يتربى المسلمون جميعاً على الصدق، لكن من الأشياء المهمة تربية الأولاد على الصدق، فالإسلام يوصي أن تغرس فضيلة الصدق في نفوس الأطفال حتى يشبوا عليها وقد ألفوها في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، وتأمل في الحديثين الآتيين بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيهما واجعل لهما من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيهما من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.
(حديث عبد الله بن عامر رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) قال: دعتني أمي يوما ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطيك فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما أردت أن تعطيه قالت أعطيه تمرا فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترغيب والترهيب) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:
من قال لصبي: تعال هاك، ثم لم يعطه فهي كذبة).
(فهذه الحركة التي تفعلها بعض الأمهات تقبض يدها وتقول للولد: تعال أعطيك، لو كانت يدها فارغة فهي كاذبة، وتكتب عليها كذبة،
فانظر كيف يعلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الآباء والأمهات أن ينشئوا أولادهم نشأة يقدسون فيها الصدق، ويتنزهون عن الكذب، ولو تجاوز الآباء والأمهات عن هذه الأمور وقالوا: هذه توافه وهينة؛ فإن الأطفال سيكبرون وهم يعتبرون الكذب هيناً وهو عند الله عظيم. أما الكذب فلا شك أنه جماع كل شر، وقبل أن ندخل في موضوع الكذب إذا كان الوقت سيسعفنا في ذلك، فإن هناك بعض الأمور السريعة عن الصدق وهي:
(الصدق في البيع والشراء:
من المجالات المهم فيها الصدق: البيع والشراء. وما أكثر الكذب ـ الآن ـ في البيع والشراء؛ فإن الصدق في البيع والشراء سبب للبركة بنص السنة الصحيحة كما في الحديث الآتي:
((حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:(البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما).