للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وقال البخاري]: وقال سعيد بن زيد: (إذا أراد أن يدخل) (١). وقوله: (إذا أراد الخلاء) أفاد أن الداخل يقول هذا الذكر قبل دخوله لا بعده.

وفائدة هذه الاستعاذة: الالتجاء إلى الله عز وجل من الخبث والخبائث، لأن هذا المكان خبيث، والخبييث مأوى الخبثاء، فهو مأوى الشياطين فصار من المناسب إذا أراد دخول الخلاء أن يقول: أعوذ بالله من الخبث والخبائث حتى لا يصيبه الخبث وهو الشر، ولا الخبائث وهو النفوس الشريرة، قاله في ابن عثيمين (٢).

الذكر بعد الخروج من الخلاء:

وعند الخروج من الخلاء يقدم الرجل اليمنى ويقول: (غفرانك)، وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة:

(حديث عائشة الثابت في صحيحي أبي داوود و الترمذي) أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ الْغَائِطِ قَالَ غُفْرَانَكَ.

{تنبيه}: هذا الأدب لا يقتصر على الأماكن المعدة لقضاء الحاجة، بل يستحب فعله حتى في الصحراء، فإذا اقترب المتخلي من المكان الذي اختاره لقضاء حاجته فليقل ذكر الدخول، وإذا فرغ منه قال ذكر الخروج. قال النووي: وهذا الأدب مجمع على استحبابه، ولا فرق فيه بين البنيان والصحراء والله أعلم (٣).

(٦) التستر عند قضاء الحاجة:

وهو أدبٌ نبوي، أرشد به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمته إلى أن يستتروا عند قضاء حاجتهم، وذلك لأن قضاء الحاجة مدعاة إلى كشف العورة، والشرع جاء بالستر وحفظ العورات لا كشفها.

(حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما الثابت في صحيح أبي داوود) أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ.

(حديث ابن عمر رضي الله عنهما الثابت في صحيحي أبي داوود والترمذي) كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ لَمْ يَرْفَعْ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنْ الْأَرْضِ.


(١). رواه البخاري (١٤٢)، ومسلم (٣٧٥)، وأحمد (١١٥٣٦)، والترمذي (٥)، والنسائي (١٩)، وأبو داود (٤)، وابن ماجه (٢٩٦)، والدارمي (٦٦٩). وقول البخاري: وقال سعيد بن زيد .. الخ. هذه الرواية وصلها المصنف نفسه في الأدب المفرد. انظر فتح الباري (١/ ٢٩٤)
(٢). الشرح الممتع (١/ ٨٣)
(٣). شرح مسلم. المجلد الثاني (٤/ ٦٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>