[*] كما عقد الإمام الحاكم في " المستدرك "(٣/ ٤٥٥) بابا في مناقبه، وقال عنه:" أويس راهب هذه الأمة " انتهى.
ولعل من أعظم ما روي في مناقبه الأحاديث الواردة في شفاعة رجل من أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأناس كثيرين، وقد جاءت من روايات كثيرة، أصحها حديث عبد الله بن أبي الجدعاء مرفوعا:
(حديث عبد الله بن أبي الجدعاء رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجه) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم.
[*] فقد صح عن الحسن البصري أن هذا الشافع هو أويس القرني.
[*] قد ذكر العلماء في ترجمته بعض القصص التي تدل على صلاحه وزهده رحمه الله، ومن أشهر مَن روى ذلك الحافظ أبو نعيم في كتابه العظيم " حلية الأولياء "، فكان مما جاء فيه بسنده (٢/ ٧٩) عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال: " كان محدث بالكوفة يحدثنا، فاذا فرغ من حديثه يقول: تفرقوا. ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه، فأحببته، ففقدته، فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلا كان مجالسنا كذا وكذا؟ فقال: رجل من القوم: نعم أنا أعرفه، ذاك أويس القرني. قلت: أفتعرف منزله؟ قال: نعم. فانطلقت معه حتى جئت حجرته، فخرج إلي فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ قال: العري. قال: وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه. قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه. قال: لا تفعل، فإنهم إذًا يؤذونني إذا رأوه. قال: فلم أزل به حتى لبسه، فخرج عليهم، فقالوا: مَن ترون خدع عن برده هذا. فجاء فوضعه فقال: أترى!
قال: فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل! قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة. قال: فأخذتهم بلساني أخذا شديدا " انتهى.
وكان لأويس القرني كثير من الكلمات النورانية التي تفيض بالحكمة والموعظة:
[*] قال سفيان الثوري: كان لأويس القرني رداء إذا جلس مس الأرض وكان يقول: