للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي الأحوص سلام بن سليمل قال: قال لي سفيان الثوري: عليك بعمل الأبطال، الكسب من الحلال، والإنفاق على العيال، قال: وكان سفيان الثوري إذا أعجبه تجر الرجل، قال: نعم الفتى إن عوجل.

الحجة على الذين يزعمون أنهم يتوكلون فيتركون العمل:

أورد أبو بكر الخلال رحمه الله تعالى في الحث على التجارة والصناعة عن أبي بكر المروذي، قال: قلت لأبي عبد الله: هؤلاء المتوكلة (١) الذين لا يتجرون ولا يعملون، يحتجون بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوج على سورة من القرآن، فهل كان معه شيء من الدنيا قال: وما علمهم أنه كان لا يعمل؟ قال: قلت: يقولون: نقعد وأرزاقنا على الله عز وجل، قال: " ذا قول رديء خبيث"، الله تبارك وتعالى يقول (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِذَا نُودِيَ لِلصّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَىَ ذِكْرِ اللّهِ وَذَرُواْ الْبَيْعَ) [الجمعة: ٩]

فأيش هذا إلا البيع والشراء.

وأورد أبو بكر الخلال رحمه الله تعالى في الحث على التجارة والصناعة عن صالح، أنه سأل أباه رحمه الله عن التوكل، فقال: " التوكل حسن، ولكن ينبغي للرجل أن لا يكون عيالا على الناس، ينبغي أن يعمل حتى يغني نفسه وعياله، ولا يترك العمل ". قال: وسئل أبي رحمه الله - وأنا شاهد - عن قوم لا يعملون، ويقولون: نحن متوكلون، فقال: " هؤلاء مبتدعة "

(٦٤) النهي عن إغضاب المسلم:

(حديث عائذ بن عمرو رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها قال فقال أبو بكر أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره فقال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك فأتاهم أبو بكر فقال يا أخوتاه أغضبتكم قالوا لا يغفر الله لك يا أخي.

(٦٥) إكرام ضعفاء المسلمين وفقرائهم:

(حديث سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) قَالَ


(١) التوكل: يقال تَوَكَّلَ بالأمرِ، إذا ضَمِنَ القِيام به ووكَلْتُ أمري إلى فلان: أي ألْجأته إليه واعتَمَدْتُ فيه عليه. ووكَّل فلانٌ فلاناً، إذا اسْتكْفاه أمرَه ثقةً بكفايَتِه، أو عَجْزاً عن القِيام بأمر نفسِه.

<<  <  ج: ص:  >  >>