للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وامسح رأس اليتيم) أي من خلف إلى قدام عكس غير اليتيم أي افعل به ذلك إيناساً وتلطفاً به فإن ذلك يلين القلب ويرضي الرب.

(٦٧) الاقتصاد في الحب والكره:

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.

هونا: مقتصدا بلا إفراط.

البغيض: المكروه

[*] أورد الخرائطي رحمه الله تعالى في اعتلال القلوب عن الحسن قال: " تنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس، وأحبوا هونا، وأبغضوا هونا، فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا، وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا، فلا تفرط في حبك، ولا تفرط في بغضك، وإن رأيت دون أخيك سترا فلا تكشفه "

[*] وأورد الخرائطي رحمه الله تعالى في اعتلال القلوب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " لا يكن حبك كلفا، ولا بغضك صلفا "

[*] وأورد الخرائطي رحمه الله تعالى في اعتلال القلوب عن قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " عليك بإخوان الصدق فكن في اكتسابهم؛ فإنهم زين في الرخاء وعزة عند البلاء "

وأنشد علي رضي الله عنه في ذلك قائلا:

وأحبب إذا أحببت حبًّا مقاربًا ....... فإنَّك لا تدري متى أنت نازع

وأبغض إذا أبغضت بغضًا مقاربًا ....... فإنَّك لا تدري متى الحبُّ راجع

سرعة تقلب القلب:

(حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: مَثَلُ القلب مَثَلُ الريشة تقلبها الرياح بفلاة.

الفلاة: الصحراء والأرض الواسعة التي لا ماء فيها.

[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:

(مثل القلب مثل الريشة) وفي رواية كريشة، قال الطيبي: المثل هنا بمعنى الصفة لا القول السائر والمعنى صفة القلب العجيبة الشأن وورود ما يرد من عالم الغيب وسرعة تقلبه كصفة ريشة يعني أن القلب في سرعة تقلبه لحكمة الابتلاء بخواطر ينحرف مرة إلى حق ومرة إلى باطل وتارة إلى خير وتارة إلى شر وهو في مقره لا ينقلب في ذاته غالباً إلا بقاهر مزعج من خوف مفرط

<<  <  ج: ص:  >  >>