للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحان الله! البعيد عن طاعة الله سبحانه وتعالى يحدث له عكس ما يحدث للمتفرغ لطاعة الله سبحانه، فتجده كثير العمل، يشتغل هنا وهناك، وفي النهاية لا يجد معه شيئاً من الأموال؛ لأن الله يبتليه بالأمراض وبالإنفاق على العمال وغير ذلك، فلا يبقى معه شيء؛ لأنه ابتعد عن الله تبارك وتعالى.

وقال أحد الحكماء: سرور الدنيا أن تقنع بما رُزِقْتَ، وغمها أن تغتم لما لم ترزق.

ولله درُ من قال:

هي القناعة لا تبغي بها بلا ... فيها النعيمُ وفيها راحةُ البدن

انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها ... هل راح منها بغيرِ القطن والكفن

وأجمل ما قيل في فضل القناعة:

دع الحرص على الدنيا وفي العيش لا تطمع

ولا تجمع من المال لا تدري لمن تجمع

ولا تدري أفي أرضك أم في غيرها تصرع؟

فإن الرزق مقسوم و سوء الظن لا ينفع

فقير كل من يطمع غني كل من يقنع.

تعريف القناعة:

القناعة الرضا بالقسم (أي النصيب و الحظ). قاله ابن السني في كتابه القناعة.

في كتاب موسوعة نضرة النعيم: (قال الراغب: القناعة الاجتزاء باليسير من الأغراض المحتاج إليها. قال الجاحظ: القناعة هي: الاقتصار على ما سنح من العيش و الرضا بما تسهل من المعاش و ترك الحرص على اكتساب الأموال و طلب المراتب العالية مع الرغبة في جميع ذلك و إيثاره و الميل إليه وقهر النفس على ذلك و التقنع باليسير منه.

قال المناوي رحمه الله تعالى: القناعة عرفاً: الاقتصار على الكفاف، و قيل الاكتفاء بالبُلغة، وقيل سكون الجأش عند وعدم امألوفات، و قيل الوقوف عند الكفاية).

مراتب القناعة (للماوردي):

المرتبة الأعلى: أن يقتنع بالبُلغة من دنياه و يصرف نفسه عن التعرض لما سواه.

المرتبة الأوسط: أن تنتهي به القناعة إلى الكفاية ويحذف الفضول والزيادة.

المرتبة الأدنى: أن تنتهي به القناعة إلى الوقوف على ما سنح، فلا يكره ما أتاه و إن كان كثيراً، و لا يطلب ما تعذر و إن كان يسيراً.

آثار القناعة:

(١) امتلاء القلب بالإيمان بالله سبحانه وتعالى و الثقة به والرضا بما قدر و قسم.

(٢) الحياة الطيبة.

(٣) تحقيق شكر المنعم سبحانه و تعالى.

(٤) الفلاح و البشرى لمن قنع

(٥) الوقاية من الذنوب التي تفتك بالقلب و تذهب الحسنات كالحسد و الغيبة و النميمة و الكذب.

(٦) حقيقة الغنى في القناعة.

(٧) العز في القناعة و الذل في الطمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>