للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدي، فذبح على النطع رحمه الله، قال: وبلغنا أن الحجاج عاش بعده خمسة عشر ليلة، ووقع الأكلة في بطنه، فدعا بالطبيب لينظر إليه، ثم دعا بلحم منتن، فعلقه في خيط ثم أرسله في حلقه فتركها ساعة ثم استخرجها وقد لزق به من الدم، فعلم أنه ليس بناج، وبلغنا أنه كان ينادي بقية حياته: مالي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلي.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الحسن، قال: لما أتى الحجاج بسعيد بن جبير، قال: أنت الشقي ابن كسير؟ قال: بل أنا سعيد بن جبير، قال: بل أنت الشقي ابن كسير، قال: كانت أمي أعرف باسمي منك، قال: ما تقول في محمد؟ قال: تعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: نعم، قال: سيد ولد آدم النبي المصطفى خير من بقي وخير من مضى، قال: فما تقول في أبي بكر؟ قال: الصديق خليفة الله مضى حميداً وعاش سعيداً، مضى على منهاج نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يغير ولم يبدل، قال: فما تقول في عمر؟ قال: عمر الفاروق خيرة الله وخيرة رسوله، مضى حميداً على منهاج صاحبيه لم يغير ولم يبدل، قال: ما تقول في عثمان؟ قال: المقتول ظلماً المجهز جيش العسرة، الحافر بئر رومة، المشتري بيته في الجنة، صهر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنتيه، زوجه النبي بوحي من السماء، قال: فما تقول في علي؟ قال: ابن عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأول من أسلم وزوج فاطمة وأبو الحسن والحسين، قال: فما تقول في معاوية؟ قال: أنت أعلم ونفسك، قال: بت بعلمك، قال: إذا يسؤك ولا يسرك، قال: بت بعلمك، قال: اعفني، قال: لا عفا الله عني أن أعفيتك، قال: إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى، ترى من نفسك أموراً تريد بها الهيبة وهي تقحمك الهلكة، وسترد غداً فتعلم، قال: أما والله لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحداً قبلك، ولا أقتلها أحداً بعدك، قال: إذا تفسد على دنياي وأفسد عليك آخرتك، قال: يا غلام، السيف والنطع، قال: فلما ولى ضحك، قال: أليس قد بلغني إنك لم تضحك؟ قال: وقد كان ذلك، قال: فما أضحكك عند القتل؟ قال: من جراءتك على الله ومن حلم الله عنك، قال يا غلام اقتله، فاستقبل القبلة وقال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، فصرف وجهه عن القبلة، قال: فأينما تولوا فثم وجه الله، قال: اضرب به الأرض، قال: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى، قال: اذبح عدو الله فما أنزعه لآيات القرآن منذ اليوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>