[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: كان لعمر بن عبد العزيز سفط فيه دراعة من شعر وغل، وكان له بيت في جوف بيت يصلي فيه لا يدخل فيه أحد، فإذا كان في آخر الليل فتح ذلك السفط ولبس تلك الدراعة ووضع الغل في عنقه، فلا يزال يناجي ربه ويبكي حتى يطلع الفجر ثم يعيده في السفط.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عبد العزيز بن الوليد بن أبي السائب، قال: سمعت أبي يقول: ما رأيت أحداً قط الخوف ـ أو قال الخشوع ـ أبين على وجهه من عمر بن عبد العزيز.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن أبي حازم الخناصري الأسدي قال: قدمت دمشق في خلافة عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة والناس رائحون إلى الجمعة، فقلت: إن أنا صرت إلى الموضع الذي أريد نزوله فأتتني الصلاة ولكن أبدأ بالصلاة، فصرت إلى باب المسجد فأنخت بعيري ثم عقلته ودخلت المسجد، فإذا أمير المؤمنين على الأعواد يخطب الناس، فلما أن بصر بي عرفني فناداني يا أبا حازم إلي مقبلاً؟ فلما أن سمع الناس نداء أمير المؤمنين لي أوسعوا لي فدنوت من المحراب، فلما أن نزل أمير المؤمنين فصلى بالناس التفت إلى فقال: يا أبا حازم متى قدمت بلدنا؟ قلت: الساعة وبعيري معقول بباب المسجد، فلما أن تكلم عرفته، فقلت: أنت عمر بن عبد العزيز؟ قال: نعم، قلت له: والله لقد كنت عندنا بالأمس بالخناصرة أميراً لعبد الملك بن مروان، فكان وجهك وضياً، وثوبك نقياً، ومركبك وطياً، وطعامك شهياً وحرسك شديداً، فما الذي غير بك وأنت أمير المؤمنين؟ قال لي: يا أبا حازم أناشدك الله إلا حدثتني الحديث الذي حدثتني بخناصرة؟ قلت له: نعم، سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن بين أيديكم عقبة كؤوداً لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول قال أبو حازم: فبكى أمير المؤمنين بكاء عالياً حتى علا نحيبه، ثم قال: يا أبا حازم أفتلومني أن أضمر نفسي لتلك العقبة لعلي أن أنجو منها وما أظنني منها بناج؟
قال أبو حازم: فأغمى على أمير المؤمنين. فبكى بكاءً عالياً حتى علا نحيبه، ثم ضحك ضحكاً عالياً حتى بدت نواجذه، وأكثر الناس فيه القول، فقلت: اسكتوا وكفوا فإن أمير المؤمنين لقى أمراً عظيماً.