فمنهم إمام الحرمين، المشهور في البلدين الحجاز والعراقين، المستفيض مذهبه في المغربين والمشرقين، مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه.
كان أحد النبلاء وأكمل العقلاء، ورث حديث الرسول ونشر في أمته علم لأحكام والأصول تحقق بالتقوى فابتلى بالبلوى.
[*] وقال عنه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء:
هو شيخ الإسلام، حجة الأمة، إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني، حليف بني تيم من قريش، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة.
[*] وقال عنه الإمام بن كثير في البداية والنهاية: الإمام مالك هو أشهرهم وهو أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة.
[*] وقال عنه الإمام السخاوي في التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة: الإمام العالم نجم السنن وعالم المدينة، أبو عبد الله الأصبحي المدني.
يروي عن الزهري ونافع وعبد الله بن دينار. وخلق قل من هو من غير المدينة منهم. وكان أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عن من ليس بثقة في الحديث. فلم يكن يروي إلا ماصح، ولا يحدث إلا عن ثقة، مع الفقه والدين والفضل والنسك. روى عنه السفيانان والحمادان وشعبة والأوزاعي والليث. وبه تخرج إمامنا الشافعي ـ رحمهما الله. وإياه ينصر ومذهبه يتبجل حيث كان بالعراق قديماً قبل دخوله مصر. ثم اجتهد وصار إماماً متبعاً. وكان يقول: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز، وما في الأرض كتاب في العلم أكثر صواباً من الموطأ. وآخر الرواة عنه وفاة أحمد بن إسماعيل السهمي. ولفتياه في عين المكره بعدم الوقوع تعرض له جعفر بن سليمان.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن المفضل بن محمد الجندي يقول: سمعت أبا مصعب، يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك.