للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن إبراهيم بن بشار الخراساني خادم إبراهيم بن أدهم، قال: أمسينا مع إبراهيم بن أدهم ذات ليلة وليس معنا شيء نفطر عليه ولا بنا حيلة، فرآني مغتماً حزيناً، فقال: يا إبراهيم بن بشار ماذا أنعم الله تعالى على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة في الدنيا والآخرة، لا يسألهم الله يوم القيامة عن زكاة، ولا عن حج، ولا عن صدقة، ولا عن صلة رحم، ولا عن مواساة، وإنما يسأل ويحاسب عن هذا هؤلاء المساكين أغنياء في الدنيا فقراء في الآخرة، أعزة في الدنيا أذلة يوم القيامة، لا تغتم ولا تحزن فرزق الله مضمون سيأتيك، نحن والله الملوك الأغنياء، نحن الذين قد تعجلنا الراحة في الدنيا، لا نبالي على أي حال أصبحنا وأمسينا، إذ أطعنا الله عز وجل، ثم قام إلى صلاته وقمت إلى صلاتي فما لبثنا إلا ساعة إذا نحن برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير فوضعه بين أيدينا وقال: كلوا رحمكم الله، قال: فسلم وقال: كل يا مغموم، فدخل سائل فقال: أطعموني شيئاً، فأخذ ثلاثة أرغفة مع تمر فدفعه إليه وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين، وقال: المواساة من أخلاق المؤمنين.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن خلف بن تميم، قال: كنا مع إبراهيم ابن أدهم في سفر له فأتاه الناس، فقالوا: أن الأسد قد وقف على طريقنا، قال: فأتاه، فقال: يا أبا الحارث، إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، وإن لم تكن أمرت فينا بشيء فتنح عن طريقنا، قال: فمضى وهو يهمهم، فقال لنا إبراهيم ابن أدهم: وما على أحدكم إذا أصبح وإذا أمسى أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا ولا تهلكنا وأنت الرجاء، قال إبراهيم: أني لأقولها على ثيابي ونفقتي فما فقدت منها شيئاً.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عطاء بن مسلم قال: سمعت رجلا من أصحاب إبراهيم بن أدهم يقول: خرجنا إلى الجبل فاكترأنا قوم نقطع الخشب يهبون منه القصالح والأقداح، فبينما إبراهيم يصلي إذ أقبل السبع فإنصدع الناس فدنوت منه فقلت: الأ ترى ما الناس فيه؟ قال: وما لهم? قلت: هذا السبع خلف ظهرك، فالتفت إليه فقال: يا خبيث وراءك، ثم قال: الأ قلتم حين نزلتم: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بكنفك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا تهلكنا وأنت ثقتنا ورجاؤنا.

(٣) تواضع إبراهيم بن أدهم بالله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>