للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبر إبراهيم عليه السلام.

١٦٧٢ - ولو وضع واضع حجراً كبيراً عند رأس القبر، ليُعْلَمَ، ويقصَد للزيارة، فلا بأس به.

وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه أن يأتيه بحجر أشار إليه، ليضعه على رأس قبر عثمان بن مظعون فأعياه الحجر، فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، وحسر عن ذراعيه، واحتضن الحجر وشاله، ووضعه على رأس قبره، فقال: "حتى أعرف قبرَ أخي وأدفن إليه من مات من أهلي" (١).

١٦٧٣ - ثم الأوْلى عند الشافعي تسطيح القبور، وهو أفضل من تسنيمها، وقد صح عنده أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبرَ صاحبيه مسطحة (٢)، وسطح رسول الله صلى الله عليه وسلم قبرَ إبراهيم (٣).

ومالك (٤) يرى التسنيم.

وقال ابن أبي هريرة من أصحابنا: إذا عمَّ في بعض البقاع من عادات الروافض


(١) حديث: "وضع الحجر على قبر عثمان بن مظعون ... " رواه أبو داود، على نحو ما ساقه إمام الحرمين، بنفس ألفاظه تقريباً. وخرجه ابن ماجة أيضاً وابن عدي، وصححه الألباني.
(ر. أبو داود: الجنائز، باب في جمع الموتى في قبر، والقبر يعلم، ح ٣٢٠٦، وابن ماجة: باب ما جاء في العلامة في القبر، ح ١٥٦١، وصحيح ابن ماجة: ١/ ٢٦٠ ح ١٢٦٧، والتلخيص: ٢/ ١٣٣ ح ٧٩٤).
(٢) حديث تسطيح قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، رواه أبو داود والحاكم، عن القاسم بن محمد، وروى البخاري من حديث سفيان التمار أنه رأى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مسنما، قال البيهقي: يمكن الجمع بينهما، أنها كانت مسطحة أولاً، ثم لما سقط الجدار وأصلح في زمن الوليد بن عبد الملك سنمت. (ر. أبو داود: الجنائز، باب في تسوية القبر، ح ٣٢٢٠، والحاكم: ١/ ٣٦٩، ٣٧٠، والبخاري: الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، بعد ح ١٣٩٠، والتلخيص: ٢/ ١٣٢ ح ٧٩٠).
(٣) ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم رش على قبر إبراهيم الماء، ووضع عليه الحصباء، فاستدلّ الشافعي بهذا، على أن القبر كان مسطحاً، قائلاً الحصباء لا تثبت إلا على مسطح. (ر. التلخيص: ٢/ ٣٣، ١٣٤ - ح ٧٩٣).
(٤) ر. حاشية الدسوقي: ١/ ٤١٨، الشرح الصغير: ١/ ٥٦٠.