للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المركب بالمِنطقة، كالغُّرة (١) من اللجام، وأحذ [اللببين] (٢)، والكفاية حاصلة بواحدة، وكذلك ما يتعلق [بالزينة] (٣) كالأطراف [المفضّضة] (٤) من المعاليق (٥) ونحوها.

وكل هذا خروج عن الأصل المعتبر، والوجه أن تعد جملة ملابس الفارس وملابس فرسه كيف فرض الأمر فيها من السلَب.

٧٧١٩ - ولو قيل: هلا قلتم: السلبُ كلّ ما يسلب من الكافر، مما لا يتأتى سلبه إلا بقتله أو إثخانه؛ فإن السّلَب من السَّلْب؟ قلنا: لا يطرد هذا مع قطع الأصحاب بأن الكافر لو كان على فرسه عَيْبةٌ فيها ثياب ونفقة، أو على الجنيبة عيبة، فالعيبة بما فيها مغنم مشترك، وليس من السلب؛ فإنه ليس سلاحاً، ولا ملبوساً، فإذا كان هذا قولنا في العيبة فمخيَّمه وما فيه من رحله مغنمٌ لا شك فيه.

٧٧٢٠ - ولو كان معه فرسان يجنبهما، فالخلاف في واحد منهما؛ [فإنا] (٦) لو جعلنا الفرسين المجنوبين سلَباً، [التزمنا] (٧) ذلك في الثلاثة والأربعة فصاعداً، وإن كان يُسند الأمر في هذا إلى العادة، فليس وراء الجنيبة الواحدة عادة بها اعتبار، وإذا كان كذلك ووقع التفريع على أن السلب إحدى الجنيبين، فكيف سبيل التعيين؟

وما الوجه؟ هذا مشكلٌ محتمل، والغرض قد يتفاوت [بتفاوت] (٨) الفرسين. هذا


(١) الغرّة: المراد بها غرة اللجام، وهي من زينته وتحليته.
(٢) اللببين: اللبب ما يشد على صدر الدابة، ليمنع تأخر الرحل والسرج، وهو يقع على لبان الفرس. وهو في الأصل سير واحد، ولببٌ واحد، فإذا كان من سيرين سمي الأول اللبب، والثاني (الكانف) فالتثنية هنا من باب التغليب. (السابق نفسه).
(٣) في الأصل: بالعر ـ ـه (كذا) تماماً بهذا الرسم.
(٤) في الأصل: المصصعه (كذا) تماماً.
(٥) المعاليق: هي السيور التي تكون في الخُروق التي في مؤخر الدفتين، والدفتان هما جانبا السرج مما يلي لحم باطن فخذي الفارس، فالمعاليق هي من نسيج السرج وزينته في الوقت نفسه. (ر. صفة السرج واللجام، لابن دريد: ٤٨، ٥٥).
(٦) في الأصل: فأما.
(٧) في الأصل: لالتبس فيها ذلك.
(٨) زيادة من (س).