للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالكلية، ولا يجري الأمر كذلك [فيما] (١) نحن فيه؛ فإنا نبدأ بالأقربين، فنضرب على كل واحد مقداراً من العقل، على ما سيأتي الشرح عليه من بعدُ -إن شاء الله عز وجل- فإن استوعب الواجبَ من العقل، فذاك، وإن بقي شيء، لم نفضّه على الأقربين، بل انتقلنا منهم [إلى من يليهم] (٢) وهكذا نفعل إلى حصول الغرض. وعند أبي حنيفة (٣) يسوي بين القريب والبعيد، ويضرب عليهم بالسوية.

١٠٧٥٦ - ثم نقول: إن عدمنا عصبة النسب، فالمعتِق، ثم عصبات المعتِق ثم معتِق المعتِق، ثم عصبات معتق المعتق، فإذا عدمنا -على هذا [الترتيب] (٤) الذي ذكرناه في معتق الجاني- وإذا لم نجد من له نعمة الولاء على الأب، انتقلنا إلى من له نعمةُ الولاء على الجد، فنضرب على معتِق الجد ثم على عصباته، وهكذا الترتيب إلى حيث ينتهي.

ثم قال الأصحاب رضي الله عنهم: إذا لم نجد معتِق الجاني، ووجدنا عصباتِه [فلا] (٥) نضرب على [أب] (٦) المعتق، فإنه ثبت [أنا] (٧) لا نضرب على عمودي نسب الجاني شيئاًً، وهذا خارج عن القياس عندنا؛ من جهة [أنا] (٨) لم نضرب على الجاني نفسه، فلم نضرب على عمودي نسبه، ونحن نضرب على المعمَق لو كان حياً، فلا يبعد أن نضرب على أبيه وابنه، [وعن القفال وجهان] (٩): أحدهما - أنا نضرب


(١) في الأصل: "فما".
(٢) في الأصل: "إياه بينهم".
(٣) ر. مختصر اختلاف العلماء: ٥/ ١٠١ مسألة ٢٢٢١، مختصر الطحاوي: ٢٣٢.
(٤) في الأصل: "التقريب".
(٥) في الأصل: "ولا".
(٦) في الأصل: "باب".
(٧) في الأصل: "كما".
(٨) زيادة اقتضاها السياق.
(٩) زيادة من الشرح الكبير، حيث سقطت من الأصل.
ونص عبارة الرافعي: "وهل يدخل في عصبات المعتق ابنه وأبوه؟ فيه وجهان رواية عن القفال وغيره:
أحدهما - نعم؛ لأنهما من العصبة، وانما لم يدخل ابن الجاني وأبوه للبعضية، ولا بعضية =