للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧٦٩ - وأما العراقيون (١) فإنهم ذكروا ثلاث طرق: إحداها - ما ذكرناه.

والثاني - وهو اختيار ابن سريج، وتخريجُه: أن الصبيَّ إذا بلغ في أثناء الصلاة وبعدها في الوقت، يلزمه إعادة الصلاة، ولم يفرق بين أن يبقى من الوقت ما يسع القضاء، وبين أن يبقى ما يضيق عن إعادة الصلاة، فأوجب الإعادة مهما حصل البلوغ في الوقت.

وذكروا طريقة ثالثة عن الإصطخري، فقالوا: إنه قال: إذا بقي من الوقت ما يسع الإعادة، لزمه. وإن كان الباقي من الوقت يضيق عن الصلاة، فلا يجب القضاء، ثم خرّجوا عليه ما إذا بلغ الصبي في أثناء يومٍ من رمضان [وكان] (٢) قد أصبح صائماً فيه.

فأما على النص الظاهر، لا (٣) يجب القضاء، وكذا مذهب الإصطخريّ، فإنه يعتبر أن يبقى ما يسع العبادة، وبقية اليوم لا يسع صوماً، وحكوا عن ابن سريج أنه أوجب قضاء هذا اليوم؛ فإنه لا ينظر في إيجاب القضاء إلى ضيق الوقت وسعته.

وهذا الذي ذكروه في الصوم بعيد جداً.

ثم حكَوْا لفظ الشافعي في الصلاة، قالوا: قال الشافعي: "إذا بلغ الصبي في أثناء الصلإة أحببت أن يتمها" (٤) قال ابن سريج: "هذا يوافق مذهبي" فإنه أحب أن يتم تلك الصلاة، وأوجب الإعادة: أتَمها أو قطعها. وقال أبو إسحاق (٥): معناه أُحِبُّ (٦)


(١) هذا التعبير: "وأما العراقيون" ووضْعُه في مقابلة (القفاليين) يؤكد تفسيرنا وتقديرنا أنه يعني (الخراسانيين).
(٢) في الأصل، (ت ١)، (ت ٢): "وقد كان قد أصبح" والمثبت من (ل).
(٣) جواب (أما) بدون الفاء، كدأب الإمام في كثير من المواضع، وهي لغة كوفية. متكررة كثيراً في كلام الإمام.
(٤) ر. المختصر: ١/ ٦٩.
(٥) أبو إسحاق: إذا أطلق فهو المروزي.
(٦) في ت ٢: ضبطها هكذا: أحِبُّ الإتمامَ، بضم الباء، فالذي يحب هو الشافعي رضي الله عنه، وأبو إسحاق يحكي معنى نص الشافعي.