للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلقد رأيت محمداً وهو بعد ذلك يكثر التردد إلى الشافعي، وربما حجب، ثم إن الشافعي بعد ذلك دخل على الرشيد فأمر له بألف دينار فقبلها، فضحك الرشيد، وقال: لله درك ما أفطنك? قاتل الله عدوك فقد أصبح لك ولياً. وأمر الرشيد خادمه سراجاً باتباعه، فما زال يفرقها قبضة قبضة حتى انتهى إلى خارج الدار وما معه إلا قبضة واحدة، فدفعها إلى غلامه وقال له: انتفع بها. فاخبر سراج الرشيد بذلك، فقال: لهذا ذرع همه وقوي متنه. فاستمر الرشيد عليهما.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي ثور قال: سمعت الشافعي وكان من معادن الفقه ونقاد المعاني وجهابذة الألفاظ يقول حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية وأسماء المعاني معدودة محدودة وجميع أصناف الدلالات على المعاني لفظا وغير لفظ خمسة أشياء اللفظ ثم الإشارة ثم العقد ثم الخط ثم الذي يسمى النصبة والنصبة في الحال الدلالة التي لا تقوم مقام تلك الأصناف ولا تقصر عن تلك الدلالات ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها وحلية مخالفة لحلية أختها وهي التي تكشف لك عن أعيان المعاني في الجملة وعن خفائها عن التفسير وعن أجناسها وأفرادها وعن خاصها وعامها وعن طباعها في السار والضار وعما يكون بهوا بهرجا وساقطا مدحرجا.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن حنبل قال: إذا سئلت عن مسألة لا أعرف فيها خبرا قلت فيها بقول الشافعي لأنه إمام قرشي وقد روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه قال عالم قريش يملأ الأرض علما إلى أن قال احمد واني لأدعو للشافعي منذ أربعين سنة في صلاتي.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أحمد بن حنبل قال: الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء في اللغة واختلاف الناس والمعاني والفقه.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يونس بن عبد الأعلى قال كان الشافعي إذا أخذ في التفسير كأنه شهد التنزيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>