للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن مصعب بن عبد الله قال: ما رأيت أحدا أعلم بأيام الناس من الشافعي ونقل الإمام ابن سريج عن بعض النسابين قال كان الشافعي من أعلم الناس بالأنساب لقد اجتمعوا معه ليلة فذاكرهم بأنساب النساء إلى الصباح وقال أنساب الرجال يعرفها كل أحد.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المزني قال: قدم علينا الشافعي فأتاه ابن هشام صاحب المغازي فذاكره أنساب الرجال فقال له الشافعي دع عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنا وعنك وحدثنا في أنساب النساء فلما أخذوا فيها بقي ابن هشام.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يونس الصدفي كان الشافعي إذا أخذ في أيام الناس قلت هذه صناعته.

(٧) حسن فهم الشافعي وفقهه رحمه الله تعالى:

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الربيع بن سليمان، قال: سمعت الشافعي يقول: قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: من أفطر يوماً من رمضان قضى اثنا عشر يوماً، لأن الله عز وجل اختار شهراً من اثني عشر شهراً.

قال الشافعي له: قال الله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر: ٣]. فمن ترك الصلاة ليلة القدر وجب عليه أن يصلي ألف شهر على قياسه.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الربيع بن سليمان قال: سأل رجل من أهل بلخ الشافعي عن الإيمان، فقال للرجل: فما تقول أنت فيه. قال: أقول: إن الإيمان قول، قال: ومن أين قلت. قال: من قول الله تعالى: (إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ) [البقرة: ٢٧٧]. فصارت الواو فصلا بين الإيمان والعمل فالإيمان قول والأعمال شرائعه.

فقال الشافعي: وعندك الواو فصل. قال: نعم. قال: فإذا كنت تعبد إلهين إلهاً في المشرق وإلها في المغرب، لأن الله تعالى يقول: (رَبّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبّ الْمَغْرِبَيْنِ) [الرحمن: ١٧]. فغضب الرجل وقال: سبحان الله، أجعلتني وثنيا؟

فقال الشافعي: بل أنت جعلت نفسك كذلك، قال: كيف؟ قال: بزعمك أن الواو فصل. فقال الرجل: فإني أستغفر الله مما قلت، بل لا أعبد إلا رباً واحداً، ولا أقول بعد اليوم إن الواو فصل، بل أقول: إن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص. قال الربيع: فأنفق على باب الشافعي مالاً عظيماً، وجمع كتب الشافعي وخرج من مصر سنياً.

<<  <  ج: ص:  >  >>