للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن العباس بن محمد الدوري حدثني علي بن أبي حرارة ـ جار لنا ـ قال: كانت أمي مقعدة نحو عشرين سنة فقالت لي يوماً: اذهب إلى أحمد بن حنبل فاسأله أن يدعو الله لي. فسرت إليه فدققت عليه الباب وهو في دهليزه فلم يفتح لي وقال: من هذا؟ فقلت: أنا رجل من أهل ذاك الجانب سألتني أمي وهي زمنة مقعدة أن أسألك أن تدعو الله لها، فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال: نحن أحوج إلى أن تدعو الله لنا. فوليت منصرفاً فخرجت امرأة عجوز من داره فقالت: أنت الذي كلمت أبا عبد الله قلت: نعم قالت: قد تركته يدعو الله لها. قال فجئت من فوري إلى البيت فدققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي حتى فتحت الباب فقالت: قد وهب الله لي العافية.

(٢٥) هيبة أحمد بن حنبل رحمه الله:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن المروذي قال: قال جارنا فلان دخلت على إسحاق بن ابراهيم الأمير وفلان وفلان ذكر سلاطين ما رأيت أهيب من أحمد بن حنبل صرت الية أكلمة في شيء فوقعت علي الرعدة من هيبتة ثم قال المروذي ولقد طرقة الكلبي صاحب خبر السر ليلا فمن هيبتة لم يقرعوا ودقوا باب عمة.

(٢٦) جهاد أحمد بن حنبل ومرابطته:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن أحمد يقول خرج أبي إلى طرسوس ورابط بها وغزا ثم قال أبي رأيت العلم بها يموت.

(٢٧) محنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى:

اعتقد المأمون برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم.

وقد رأى أحمد بن حنبل ان رأي المعتزلة يحوِّل الله سبحانه وتعالى إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته.

وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة المأمون، وطلب الإمام من الله أن لا يلقاه، لأنّ المأمون توعّد بقتل الإمام أحمد.

وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم ردّ الإمام أحمد إلى بغداد وحُبس ووَلِيَ الخلافة المعتصم، الذي امتحن الإمام، وتمّ تعرضه للضرب بين يديه.

<<  <  ج: ص:  >  >>