قلتُ: وحصل بتأليف الإمام مسلم لصحيحه نفع عظيم لهذه الأمة، فجزاه الله خيرا.
الموازنة بين الصحيحين:
اختلف العلماء في المقدم من الكتابين فالجمهور على ترجيح البخاري؛ لعدة أمور، وخالفهم أبو علي النيسابوري، وابن حزم، وغيرهم من علماء المغرب فقدموا مسلما ـ على خلاف أيضا في توجيه كلامهم ـ
قال الحافظ العراقي:
أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ في الصحيحِ ... مُحَمَّدٌ وَخُصَّ بِالتّرْجِيْحِ
وَمُسْلِمٌ بَعْدُ، وَبَعْضُ الغَرْبِ مَعْ ... أَبِي عَلِيٍّ فَضَّلُوا ذَا لَوْ نَفَعْ
وقال الحافظ ابن الديبع ـ كما في الحطة ص١٦٩ ـ:
تنازع قومٌ في البخاري ومسلم ... لدي وقالوا أي ذين يُقَدَمُ
فقلت لقد فاق البخاري صحة ... كما فاق في حسن الصناعة مسلم
والغرض هنا الإشارة، ومن أراد التفصيل فلينظر:
هدي الساري لابن حجر ١/ ١٠، والنكت على ابن الصلاح له أيضا ص٦٢: فهناك كلام نفيس جدا في التفضيل، والموازنة بين الصحيحين. وينظر: فتاوى ابن تيمية ٢٠/ ٣٢١.
شروح صحيح مسلم:
لَقِيَ كتاب مسلم عناية من العلماء ـ وإن لم تكن كالعناية بأخيه صحيح البخاري ـ فشرح صحيح مسلم بشروح كثيرة لعل أجلها شرح الإمام النووي لصحيح مسلم.
مختصرات صحيح مسلم:
اختصر صحيح مسلم جمع من العلماء، ومن أشهر هذه المختصرات:
تلخيص صحيح مسلم للحافظ أبي العباس القرطبي، وعمل على تلخيصه شرحا حافلا بالفوائد، وقد طبع التلخيص مفردا بتحقيق رفعت فوزي، وأحمد الخولي، وطبع مع الشرح بتحقيق محيي الدين مستو، وأصحابه، وهو محقق في رسائل دكتوراه في جامعة الإمام لكنها حبيسة الأدراج!.
ومختصر صحيح مسلم للحافظ زكي الدين المنذري. وهو مطبوع بتحقيق المحدث الألباني، وطبع طبعة أخرى.
واختصر مختصر المنذري عبد اللطيف أحمد يوسف وسماه "تحفة المسلم من صحيح مسلم".
وللإمام مسلم رحمه الله تعالى مؤلفات أخرى منها ما يلي:
التمييز، الكنى والأسماء، الطبقات، المنفردات والوحدان، رجال عروة بن الزبير، وهذه كلها قد طبعت.
وله: كتاب العلل، كتاب الأفراد، كتاب الأقران، سؤالاته أحمد ابن حنبل، كتاب عمرو بن شعيب، كتاب الانتفاع بأهب السباع، كتاب مشايخ مالك، كتاب مشايخ الثوري، كتاب مشايخ شعبة، كتاب من ليس له إلا راو واحد، كتاب المخضرمين، كتاب أولاد الصحابة، كتاب أوهام المحدثين، أفراد الشاميين، الرد على محمد بن نصر. وغيرها.
سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٧٩، وطبقات علماء الحديث ٢/ ٢٨٨، وغنية المحتاج ص٤٠، تدريب الراوي ٢/ ٣٦٣.