وتراهم حملوه ... سرعة للفلوات
أهله يبكوا عليه ... حسرة بالعبرات
أين من قد كان يفخر ... بالجياد الصافنات
وله مال جزيل ... كالجبال الراسيات
سار عنها رغم أنف ... للقبور الموحشات
كم بها من طول مكث ... من عظام ناخرات
فاغنم العمر وبادر ... بالتقى قبل الممات
واطلب الغفران ممن ... ترتجي منه الهبات
مضى العمر وفات ... يا أسير الغفلات
حصّل الزاد وبادر ... مسرعاً قبل الفوات
فإلى كم ذا التعامي ... عن أمور واضحات
وإلى كم أنت غارق ... في بحار الظلمات
لم يكن قلبك أصلا ... بالزواجر والعظات
بينما الإنسان يسأل ... عن أخيه قيل مات
وتراهم حملوه ... سرعة للفلوات
أهله يبكوا عليه ... حسرة بالعبرات
أين من قد كان يفخر ... بالجياد الصافنات
وله مال جزيل ... كالجبال الراسيات
سار عنها رغم أنف ... للقبور الموحشات
كم بها من طول مكث ... من عظام ناخرات
فاغنم العمر وبادر ... بالتقى قبل الممات
واطلب الغفران ممن ... ترتجي منه الهبات
إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها حقارة هذه الدنيا، إنها اللحظة التي يحس الإنسان فيها بالحسرة والألم على كل لحظة فَرَّطَ فيها في جنب الله تعالى، فهو يناديه: رباه، رباه: رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:١٠٠،٩٩]
إنها اللحظة الحاسمة والساعة القاصمة التي يدنو فيها ملك الموت لكي ينادي، فيا ليت شعري هل ينادي نداء النعيم أو نداء الجحيم؟!!
إن الغربة الحقيقة إنما هي غربة اللحد والكفن، فهل تذكرت انظراحك على الفراش، وإذا بأيدي الأهل تقلبك، فأشتد نزعك وصار الموت يجذبك من كل عرق، ثم أسلمت الروح إلى بارئها، والتفت الساق بالساق، ثم قدموك بعد ذلك ليصلي عليك، ثم أنزلوك في القبر وحيداً فريداً، لا أم تقيم معك، ولا أب يرافقك، ولا أخ يؤنسك.
وهناك يُحِسُ المرء بدار غريبة ومنازل رهيبة عجيبة، وفي لحظة واحدة ينتقل العبد من دار الهوان إلى دار النعيم المقيم إن كان ممن تاب وأمن وعمل صالحا، أو ينتقل إلى دار الجحيم والعذاب الأليم إن كان ممن أساء العمل وعصى المولى جل وعلا.