(وقيل لرجل عند الموت: قل لا إله إلا الله، وكان سمساراً، فأخذ يقول: ثلاثة ونصف .. أربعة ونصف .. غلبت عليه السمسرة.
(وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فجعل يقول: الدارالفلانية أصلحوا فيها كذا وكذا، والبستان الفلاني أعملوا فيه كذا، حتى مات.
(وقيل لأحدهم وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله، فجعل يغني، لأنه كان مفتوناً بالغناء، والعياذ بالله.
(وقيل لشارب خمر عند الموت: قل لا إله إلا الله، فجعل يقول: اشرب واسقني نسأل الله العافية.
ثم مات. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وهكذا مَنْ كَبُرَ سنه، وعظم معه شره، وصار في كبره شراً منه في صغره، عادةً، تتعذر توبته، ولا يوفق لعمل صالح يمحو به ما قد سلف، ويخشى عليه من سوء الخاتمة، كما قد وقع ذلك لخلق كثير ماتوا بأدرانهم وأوساخهم، لم يتطهروا منها قبل الخروج من الدنيا. وهذا من خذلان الشيطان للإنسان عند الموت، فإنها معركته الأخيرة.
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن خزيمة أبي محمد العابد قال: «مر مالك بن دينار على رجل، فرآه على بعض ما يكره، فقال: يا هذا اتق الله. قال: يا مالك دعنا ندق العيش دقا. فلما حضرت الرجل الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله. قال: إني أجد على رأسي ملكا يقول: والله لأدقنك دقا»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: حضرت رجلا في النزع، فجعلت أقول له: لا إله إلا الله. فكان يقول. فلما كان في آخر ذلك قلت له: قل لا إله إلا الله. قال: كم تقول؟ إني كافر بما تقول. وقبض على ذلك فسألت امرأته عن أمره فقالت: كان مدمن خمر فكان عبد العزيز يقول: اتقوا الذنوب، فإنما هي أوقعته.
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن داود بن بكر: أن رجلا مرض، فلما حضرته الوفاة قال: هذه الملائكة يضربون وجهه ودبره، يقول ذلك لأهله. فقلت لداود: ما هو؟ قال: كان رجلا يقول بالتكذيب بالقدر.
وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد. (