[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن إسماعيل بن عبيد الله قال: حدثتني أم الدرداء قالت: أغمي على أبي الدرداء، وبلال ابنه عنده، فقال: «اخرج عني. ثم قال: من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ (وَنُقَلّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوّلَ مَرّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)[الأنعام: ١١٠] ثم يغمى عليه، ثم يفيق فيقولها، حتى قبض»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن عمرو بن قيس: أن معاذ بن جبل لما حضره الموت قال: انظروا أصبحنا؟ قال: فقيل: لم نصبح. حتى أتي فقيل له: قد أصبحت. قال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار. مرحبا بالموت. مرحبا، زائر مغب حبيب جاء على فاقة. اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك. إني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار، ولا لغرس الشجر، ولكن لظمإ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن أسد بن وداعة قال: لما مرض حذيفة مرضه الذي مات فيه، قيل له: ما تشتهي؟ قال:«أشتهي الجنة. قالوا: فما تشتكي؟ قال: الذنوب. قالوا: أفلا ندعو لك الطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. لقد عشت فيكم على خلال ثلاث: للفقر فيكم أحب إلي من الغنى، وللضعة فيكم أحب إلي من الشرف، وإن من حمدني منكم ولامني في الحق سواء. ثم قال: أصبحنا؟ أصبحنا؟ قالوا: نعم. قال: اللهم إني أعوذ بك من صباح النار. حبيب جاء على فاقة. لا أفلح من ندم»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن رقبة بن مسقلة قال: لما احتضر الحسن بن علي قال: «أخرجوا فراشي إلى صحن الدار، قال: فرفع رأسه إلى السماء ثم قال: اللهم إني احتسبت نفسي عندك، فإنها أعز الأنفس علي»