للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: لما أن حضر الحسن بن علي الموت، بكى بكاء شديدا، فقال له الحسين: ما يبكيك يا أخي وإنما تقدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى علي وفاطمة وخديجة وهم ولدوك، وقد أجرى الله لك على لسان نبيه أنك «سيد شباب أهل الجنة»، وقاسمت الله مالك ثلاث مرات، ومشيت إلى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرة حاجا؟ وإنما أراد أن يطيب نفسه. قال: فو الله ما زاده إلا بكاء وانتحابا، وقال: «يا أخي، إني أقدم على أمر عظيم وهول لم أقدم على مثله قط (١)»

قط: بمعنى أبدا، وفيما مضى من الزمان

(بكاء عامر بن عبد الله حين حضرته الوفاة:

[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن سمعت يزيد الرقاشي يقول: بلغنا أن عامر بن عبد الله لما احتضر بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: «هذا الموت غاية الساعين، وإنا لله وإنا إليه راجعون. والله ما أبكي جزعا من الموت، ولكن أبكي على حر النهار وبرد الليل. وإني أستعين بالله على مصرعي هذا بين يديه»

[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن قتادة: أن عامر بن عبد الله لما حُضِرَ (١) جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: «ما أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليالي الشتاء»

(١) حُضِرَ: حضره الموت

[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن همام بن يحيى قال: بكى عامر بن عبد الله في مرضه الذي مات فيه بكاء شديدا، فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أية في كتاب الله: قال تعالى: (إِنّمَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتّقِينَ) [المائدة: ٢٧]

[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن حزم قال: قال محمد بن واسع وهو في الموت: «يا إخوتاه تدرون أين يذهب بي؟ يذهب بي ـ والله الذي لا إله إلا هو ـ إلى النار أو يعفو عني»

(بكاء يزيد الرقاشي حين حضرته الوفاة:

<<  <  ج: ص:  >  >>