لما عطف سبحانه الزيادة على الحسنى التي هي الجنة دل على إنها أمر آخر من وراء الجنة و قدر زائد عليها و من فسر الزيادة بالمغفرة و الرضوان فهو من لوازم رؤية الرب تبارك و تعالى.
الدليل الرابع:
قال تعالى:(كَلاّ إِنّهُمْ عَن رّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لّمَحْجُوبُونَ)[المطففين: ١٥]
ووجه الاستدلال بها أنه سبحانه و تعالى جعل من أعظم عقوبة الكفار كونهم محجوبين عن رؤيته واستماع كلامه فلو لم يره المؤمنون و لم يسمعوا كلامه كانوا أيضا محجوبين عنه و قد احتج بهذه الحجة الشافعي نفسه وغيره من الأئمة فذكر الطبراني وغيره من المزي قال سمعت الشافعي يقول في قوله عز و جل (كَلاّ إِنّهُمْ عَن رّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لّمَحْجُوبُونَ) فيها دليل على أن أولياء الله يرون ربهم يوم القيامة.
و قال الحاكم حدثنا الأصم انبانا الربيع بن سليمان قال حضرت محمد بن إدريس الشافعي و قد جاءته رقعة من الصعيد فيها ما تقول في قول الله عز و جل (كَلاّ إِنّهُمْ عَن رّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لّمَحْجُوبُونَ)
فقال الشافعي رحمه الله تعالى: لما أن حجب هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا، قال الربيع فقلت يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال: نعم وبه أدين الله و لو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى الله لما عبد الله عز و جل.
وقوله:{وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} كقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس: ٢٦]. وقد تقدم في صحيح مسلم عن صُهَيب بن سنان الرومي: أنها النظر إلى وجه الله الكريم. وقد روى البزار وابن أبي حاتم، من حديث شريك القاضي، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن أنس بن مالك في قوله عز وجل:{وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} قال: يظهر لهم الرب، عز وجل، في كل جمعة. انتهى.
الدليل السادس:
[*](قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح: