للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد شهرين عادة الفتاة إلى وعيها وتسترد عافيتها والفتاة منذ أن شاهدت والدتها تقرأ عليها وهي في بكاء شديد وتحضن أمها وتطلب أن تسامحها وأن تستغفر لها الله لم تفهم الأم المسكينة السبب لهذه الدموع ولكن حسن الظن كان في مخيلة امها مرت الايام والأم تنظر إلى ابنتها وتتذكر كلام الطبيب والحمل والإجهاض. تماسكت الأم المسكينة وأخذت تستفسر عن المرض الغريب وتأكد أن الأطباء المجانين يتهمونها أنها حامل وأجهضت لم يكن أمام الفتاة فرصة للكذب أخبرتها أن الأمر صحيح وأن كل ذلك تم بمعرفة خالتها التي كانت تكذب على الأم وتستغل ثقة أمها لها. وكانت تساعد الفتاة على الخروج مع ذلك الرجل بالأسبوع وتنام عنده وهو يدفع المبالغ الكبيرة. صعقت الأم من كلام الفتاة فليس المصيبة الآن البنت بل والأخت أيضا. لم تستطع الأم التماسك عندما سمعت القصة ولم تصدق أن الفتاة التي كانت أغلى بناتها وتحلم ليلاً ونهاراً بزواجها وسترها بعدما هجرها أبوهم وكانت الفتاة مخطوبة لأحد الشباب وأن عقد القران سوف يتم خلال الشهر القادم أنها ليست ابنتها إنها ليست البنت التي كانت تضعها بحضنها إنها ليست ابنتي الطاهرة العذرية الشريفة. إنها زانية فاجرة نعم زانية وحامل وجاهض لحظات وأغمي على الأم المسكينة من هول المصيبة لتخرج من المستشفى بشلل نصفي مع عدم القدرة على النطق بل دموع لا أحد يستطيع فهمها إلا ابنتها وأختها وحسبنا الله ونعم الوكيل، هذه جزاء الأم التي أضاعت شبابها ترعى زرعها لتأتي أختها لتضيع كل المجهود والتعب ولتعيش البنت في دوامة وخوف ومستقبل مظلم. مزقت الأم بيدها الضعيفة فستان الخطوبة التي كانت تحلم أن تراه على ابنتها وانفضح الأمر وهرب الخطيب ويا ليت الأمر توقف على ذلك بل إن أخواتها حتى بعد مرور هذا الزمن لم تتزوج منهم إلا واحدة. و طلقت حينما شاهد زوجها فلم لسهرة فوجد أخت زوجته معهم. والابن الوحيد الذي كان يسمع بقصة أخته في المدرسة. هرب من المدرسة ورافق رفقاء السوء الذين مهدوا له الطريق إلى الإدمان ثم إلى السجن ليقضي خمس سنوات وهو ابن الثامنة عشر.

ضاعت اسرتين.

• فقدت الأسرة الأب الحنون والعطوف وأصبح الأطفال أيتام

• أصبحت زوجة كانت سعيدة أرمله محطمة تتجرع خيانة زوجه بدل أن تترحم عليه.

• فقدت الفتاة عفتها وطهرها وعذريتها.

• أصيبت أم بالجلطة الدماغية والشلل.

• تفرقت الأخوات.

• فقد شاب أحلامه مع فتاة خطبها وكانوا ينتظرون تخرجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>