للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• كم مأخوذ على الزلل، ختم له بسوء العمل، نزل به الموت فيا هول ما نزل، فأسكنه القبر فكأن لم يزل، وهذا مصير الغافل لو غفل (ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأمَلُ)

• يا غافلا عن نفسه أمرك عجيب، يا قتيل الهوى داؤك غريب، يا طويل الأمل ستدعى فتجيب، وهذا عن قليل وكل آت قريب، هلا تذكرت لحدك كيف تبيت وحدك، ويباشر الثرى خدك، وتقتسم الديدان جلدك، ويضحك المحب بعدك، ناسياً عنه بُعْدَك، والأهل مذ وجدوا المال ما وجدوا فقدك، إلى متى وحتى متى تترك رشدك، أما تحسن أن تحسن إلينا قصدك الأمر جد مجد فلازم جدك.

• يا سكران الهوى متى تفيق، رحل الأحباب وما عرفت الطريق، واتسعت الرحاب وأنت في المضيق، وقد بقي القليل وتغص بالريق، وتعاين زفير الموت وتعالج الشهيق، ويبطل القوى ويخرس المنطيق، وتغمس في بحر التلف ومن للغريق، ويخلو ببدنك الدود للتقطيع والتمزيق، وخرب الحصن وحطم الغصن الوريق، وخلوت بأعمالك وتجافاك الصديق، فإذا قمت من قبرك فما تدري في أي فريق.

• يا غافلا عن القيامة ستدري بمن تقع الندامة، يا معرضا عن الاستقامة أين وجه السلامة.

• يا مريضا ما يعرف أوجاعه، يا كثير الغفلة وقد دنت الساعة، يا ناسياً ذكر النار إنها لنزاعة، كأنه وملك الموت قد أزعجه وأراعه، وصاح بالنفس صيحة فقالت سمعاً وطاعة، ونهضت تعرض كاسد التوبة وهيهات غلق الباعة.

• أخي الحبيب:

• أما آن لك أن تنتبه من غفلتك.

• أما آن لك أن تُصْلِحَ الفاسدَ وتُرَقِّعَ الخَرْقَ وَتَسُدُ الثّغْر.

• أما آن لك أن تؤاخذ نفسك بتقصيرها وتحاسبها على تفريطها.

• أما آن لك أن تخلع عنك الكسل وترتدي ثوب الجد والنشاط.

• أما آن لك أن تخلع عنك الراحة وتستفرغ الوِسْعَ في الطاعة.

• أما آن لك أن تخشى الرحمن وتمتثل القرآن، وتنسلخ من العصيان واستحواذ الشيطان، وتُفيق من نومك قبل فوات الأوان.

• أما آن لك أن تُقبل على النصائح، وتتقرَّب إلى الله تعالى بالمنائح.

• أما آن لك أن تُقْلِعَ عن هواك وترجع إلى ربك الذي خلقك فسواك ويعلم سرك ونجواك.

• أما آن لك أن تحفظ لحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى وأن تتذكر الموت والبلى فنستحي من الله حق الحيا، أما اعتبرت بمن نُقِل إلى دار البِلى، أما اعتبرت بوضعه تحت الثرى، المدفوع إلى هول ما ترى.

<<  <  ج: ص:  >  >>