للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• أما آن لك أن تُصلِحَ الفاسد وَتُرَقِّعَ الخَرْقَ وتَسُدَّ الثَغْرَ.

• أما آن لك أن تُؤاخذ نفسك بتقصيرها وتحاسبها على تفريطها.

• أما آن لك أن تخلع عنك ثوب الكسل وترتدي ثوب الجد والنشاط.

• أما آن لك أن تخشى الرحمن وتمتثل القرآن وتنسلخ من العصيان والخذلان واستحواذ الشيطان، وتُفيقَ من نومك قبل فوات الأوان، قبل أن تتمنى المُهْلةَ فيقال: هيهات فات زمن الإمكان، انتهى الزمان وفات الأوان وستحاسبُ على عَمَلِكِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ عِصْيَان. فَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ يَا كَرِيمُ يَا مَنَّان أن تختم أعمالنا بالعفو والغفران، والرحمة، والجود والامتنان، قبل انتهاء الزمان وفات الأوان، اللهم ارحمنا اذا ثقل منا اللسان، وارتخت منا اليدان، وبردت منا القدمان.

• أما آن لك أن تقلع عن هواك وترجع إلى ربك الذي خلقك فسواك ويعلم سِرَكَ ونجواك.

• أما آن لك أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى وأن تتذكر الموت والبلى فتستحي من الله حق الحيا، أما اعتبرت بمن نُقِل إلى دار البِلى، أما اعتبرت بوضعه تحت الثرى، المدفوع إلى هول ما ترى.

• أما آن لك أن تفعل المأمور وتترك المحظور وتصبر على المقدور وتتذكر البعث والنشور، أما لو تفكرت في قبركِ المحفور، وما فيه من الدواهي والأمور، تحت الجنادلِ والصخور، لعلمتَ موقناً أنك ما كنت إلا في غرور، فتندم ندماً لا يخطرُ على الصدور، ولا يُكْتَبُ بالسطور، لكنه ندمٌ لا يدفع ُ ولا يمنع ولا ينفعُ في أي أمرٍ من الأمور.

• أما آن لك أن ترجع إلى ربك الرحيمِ التواب بالتوبة وحسن المآب، عسى أن يوفقك ربك للجدِ والصواب وموافقةِ السنة والكتاب قبل أن يمر العمرُ مرَّ السحاب.

• أما آن لك أن ترجع إلى ربك ذي الجلال والإكرام وأن تخشى يَومًا تُزَلْزَلُ فِيهِ الأَقْدَامُ، وَتُرعدُ فِيهِ الأَجْسَامُ، وَتَتَضَاعَفُ فِيهِ الآلامُ، وَتَتَزَايَدُ فِيهِ الأَسْقَامُ، وَيَطُولُ فِيهِ الْقِيَامُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>