(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق.
والصوى: جمع صوه و هي الحجرة الكبيرة العظيمة التي توضع على الطريق لتوضحه.
والمنار: هو الدليل الشاهد الذي يدل الناس على أن الطريق من هنا.
هذه الصوى و المنارات دلالة على الطريق، فإذا جاء أحدهم إلى مكان ما و لم ير معالمه إذن إنه لا يزال المتخلف المسكين مزرياً على نفسه ذامّاً لها.
[*] (قال الشيخ العزي عنها: ((هي مثل محطات التزود في أي طريق طويل، أو هي منازل طبقية و درجات صعود و مدارج إنطلاق تتوازى و تتابع)).
{تنبيه}: (ويحتاج «السائر إلى الله تعالى» إلى قوتين يكونان عوناً بعد الله تعالى في السير إلى الله تعالى وهما القوة العلمية والقوة العملية.
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه طريق الهجرتين وباب السعادتين:
قال أنه لابد لكل سائر من قوتين قوة علمية وقوة عملية.
أما العلمية: فهي التي تكشف له علامات الطريق وآفاته.
والقوة العملية: هي السير نفسه.
مسألة: ما هو عدد منازل التزكية؟
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:
قد أكثر الناس في صفة المنازل وعددها من جعلها ألفا ومنهم من جعلها مائة ومنهم من زاد ونقص فكل وصفها بحسب سيره وسلوكه، وسأذكر فيها أمرا مختصرا جامعا نافعا إن شاء الله تعالى.
مسألة: ما هي عدد المقامات، وما الفرق بينها وبين الأحوال؟
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:
ولأرباب السلوك اختلاف كثير في عدد المقامات وترتيبها كل يصف منازل سيره وحال سلوكه ولهم اختلاف في بعض منازل السير هل هي من قسم الأحوال؟ والفرق بينهما: أن «المقامات كسبية والأحوال وهيبة» ومنهم من يقول الأحوال من نتائج المقامات والمقامات نتائح الأعمال فكل من كان أصلح عملا كان أعلى مقاما وكل من كان أعلى مقاما كان أعظم حالا.
فمما اختلفوا فيه (الرضا) هل هو حال أو مقام؟ فيه خلاف بين الخراسانيين والعراقيين.
وحكم بينهم بعض الشيوخ فقال: إن حصل بكسب فهو مقام وإلا فهو حال.
والصحيح في هذا: أن الواردات والمنازلات لها أسماء باعتبار أحوالها فتكون لوامع وبوارق ولوائح عند أول ظهورها وبدوها كما يلمع البارق ويلوح عن بعد فإذا نازلته وباشرها فهي أحوال فإذا تمكنت منه وثبتت له من غير انتقال فهي مقامات وهي لوامع ولوائح في أولها وأحوال في أوسطها ومقامات في