للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأئمة الدين في تعريف الاستقامة وحدها ألفاظ وأقوال مختلفة، ذات دلالة واحدة، والأقوال هي:

[*] (سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة، فقال: "أن لا تشرك بالله شيئاً".

[*] (وقال عمر رضي الله عنه: "أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب".

[*] (وقال عثمان رضي الله عنه: "إخلاص العمل لله".

[*] (وعرفها علي رضي الله عنه: "بأنها أداء الفرائض".

[*] (وقال الحسن البصري رحمه الله: "استقاموا على أمر الله، فعملوا بطاعته، واجتنبوا معصيته".

[*] (وقال مجاهد رحمه الله: "استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله".

[*] (وقال ابن زيد وقتادة رحمهما الله: "الاستقامة على طاعة الله".

[*] (وقال سفيان الثوري رحمه الله: "العمل على وفاق القول".

[*] (وقال الربيع بن خيثم رحمه الله: "الإعراض عما سوى الله".

[*] (وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: "الزهد في الفانية، والرغبة في الباقية".

[*] (وقال ابن تيمية رحمه الله: "الاستقامة على محبة الله وعبوديته، وعدم الالتفات عنه يمنة أويسرى".

[*] (وقال شيخ الإسلام الهروي رحمه الله: "الاجتهاد في اقتصاد".

مفاد هذه التعريفات، وحقيقتها، ومدلولها:

الاستقامة من الكلمات الجامعة المانعة، كالبر، والخير، والعبادة، فلها تعلق بالقول، والفعل، والاعتقاد.

[*] (قال الإمام القرطبي رحمه الله: هذه الأقوال وإن تداخلت فتلخيصها: اعتدلوا على طاعة الله، عقداً، وقولاً، وفعلاً، وداوموا على ذلك.

[*] (وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: فالاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين، وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء.

والاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال، والأحوال، والنيات، فالاستقامة فيها، وقوعها لله، وبالله، وعلى أمر الله).

فحقيقة هذه التعريفات تُتَرجم في الآتي:

أولاً: الإيمان الصادق بالله عز وجل.

ثانياً: الاتباع الكامل والاقتداء التام بسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قال الفضيل بن عياض رحمه الله في تفسير قوله تعالى: "خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً"، قال: أخلصه وأصوبه؛ قيل له: ما أخلصه وأصوبه؟ قال: أن يكون العمل خالصاً لله عز وجل، وموافقاً لسنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أوكما قال.

ثالثاً: أداء الواجبات: "ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبُّ إليَّ مما افترضته عليه" الحديث، وفعل الواجبات أفضل من ترك المحرمات.

<<  <  ج: ص:  >  >>